الرئيسية / كتابات / يوميات مهاجر (3)

يوميات مهاجر (3)

يوسف محيسن .. يكتب من السويد

وترقص بالأجراس وبالديباج.. أمرأة تفتح باب الصهيل.
حيث وقفت بقعة ضوء باهرة تخترق الظلام.
من هذه الملفوفة بالضوء؟سرابية تتبدل، ترتبك، تنكمش، ترتعد.. ويعلو الصوت.. أوجع مسافر أم طلق؟
– بل ولادة.
ظلام وهمس متآمر:
حنة وبخور وروائح.
شريان أبهر منبهر، وريد يريد أكسجين..
ظلام باهر، لطيف.
وفجأة.. شرار يتطاير في الأنحاء، رذاذ وظل وغيوم، أضواء ملونة تنبثق، تنفثئ، وتأتلق. مهرجان من الحسن يبدأ.
يحاصرني طيلة الوقت، يسكن أعماقي، أحمله ثقيلا كروح أكبر مني..
أراها الآن، بوضوح لا يحتمل الشك، ها هي هناك، تتوسط جدارا مقابل وجهي، تبدو كعين فزعة بنية اللون،
تبكي ضربة اقتلعتها من مكانها بقسوة!.
أقسم أنها هي قبل بدء العاصفة..
روحي التي كانت لشيطان عجوز شنق نفسه لحظة ميلادي، طارت فاصطدمت بي.

****************

حين يدنو الذهب، ويداعب خد الأرض بلمسته… تسيل ذوائبه بيديها ويغفو في حضنها، ويبدأ نفير العشق إلى جبال المرمر في غابتك وأحياء طقوس السمر.. وتسمع الهمسات وتحس اللمسات، وتعتريك القشعريرة وتنفضك الحمى، وترجع البصر كرتين فينقلب إليك البصر حسيرا كسيرا..
حينها ستشعر بالغربة ويغشاك الالم والندم وتلعن أخت التناقض…
وفي نفس الوقت تشكر النفس التي أمرتك بالحب.
أيها المر.. لا أستطيع ترك
أثاري، وودائعي هناك فوق رخاوة الطريق.
أيها… المر
في الظاهر والباطن أكتبك، أحولك إلى طيف
أغزل مالا يغزل فيك
كعنكبوت تشبث بالصبر.
تعليق

**********************

مشكلة الاغريق انهم كانوا يصدقون العرافات على شاكلة بيثيا ويحبون الكهنة حبا جما وهذا سبب خرابهم ودمار مملكتهم بأحصنة الفرس والروم
اتحفنا دائما تاريخ اثينا.. حيث سكن زيوس في احد الجبال السبعة بعيدا عن مساكن الأولمبياد، وكانت هيرا ترضعه من لبنها الإلهي..
بيثيا عرافة اغريقية من معبد دلفي المحاذي لسقف السيل تدخل غرفتها في المعبد وتجلس على كرسي ثلاثي القوائم لان الرابع كان الخازوق الذي دق في مؤخرة شعب أثينا العظيم.
كانت بيثيا تستنشق غازات الاغريقي، فتغرق بعد ذلك في جو من النشوة والارتجال ثم تبدأ بتمتمة طلاسم ليست كالطلاسم.
غير مفهومة تشبه وعود حكومة اثينا.. فيما يقوم راهب بلباس ابيض او أسود، بفك هذه الطلاسم وحل رموزها، ثم يرسلها إلى المنتظرين على وسائل التواصل الاجتماعي على شكل تكذيب فتاوى ووعود..
كانت هذة الطلاسم مفتوحة على تأويلات ومتعارصة، تارة تمدح هميروس مبعوث البنك الدولي وتارة تهدد بأقالته..
****************8

تاريخنا تاريخ تخيلي أو تاريخ مروى شفاهيا،وهذا النوع من التاريخ الرغبي عرضة للاهواء والرغبات،
ونحن لا نملك تاريخا واحدا مفسرا كما هو حال شعوب الارض، بل نملك رواة لهذا التاريخ، أي أن الجانب الجوهري من الهوية مشوه.
ليس التاريخ هو تاريخ المتخيل فحسب، بل الحاضر والمستقبل، نرى الوقائع بعيون أخرى بعيون غيرنا، ونقيم الحدث التاريخي كما تخيله غيرنا وكأنه وكيل عنا.
نقبله أو نرفضه ليس بناء على تجربة مباشرة بل بناء على عالم تخيلي وأقوال ووشايات وترهات وخلافات واحاديث…
نحن سجناء التاريخ.! الحقيقة نتصورها نحن،
في ضرب من التنجيم المبرقع بثقافة قشرية،
من دون وعي لهذا التناقض..
ويتم تحوير اللسان لكي يصبح منسجما مع أنواع السلطة، بدافع التحاشي..
وليس غريبا هذا التدجين والترويض المستمر عن.. “لسانك حصانك ان صنته صانك الخ”

عن محمد محيسن