الرئيسية / كتابات / بدون اعلام لا صوت للنقابات..

بدون اعلام لا صوت للنقابات..

 

لا يزال بعض النقابيين والحزبين،  يتعاملون مع وسائل الاعلام،  وفق الدور المصحلي الآني الذي يتوقف عندما تنقضي الحاجة . واذا ما انقضت تلك الحاجة فان بقاء اعلامين لم يعد ضروريا.

واذا كانت النقابات المهنية التي اكتست خلال العقود الماضية اهيمة فاقت من حجمها وقدرتها على الفعل ورد الفعل ، الا ان هذا الدور ما كان له  ان يطفوا على السطح، لولا اقلام صحافين انحازوا في الاساس للدور الوطني الذي لعبته النقابات بعيدا عن السبق الصحفي والاثارة ونقل الحدث المجرد.

اما ما لايمكن تفسيره، فهو تعامل مؤسسات المجتمع المدني مع الاعلام بصورة ابتعدت عن اهمية الاعلام وحياديته وتاثيره في الراي العام الا من خلال ما يؤكدة الكثير من المراقبين بتراجع دور النقابات المهنية ووقوفها في الصفوف الخلفية في الكثير من القضايا العامة .

بالامس جرت محاولة منع صحافيين من الاستمرار بتغطية لقاء رئيس الوزراء بمجلس النقباء خلافا لاتفاقهم مع رئيس المجلس فهل تدخل هذه المحاولة من باب التغطية على هذا التراجع والنكوص الغير مبرر.

ورغم ان الزملاء يعتبرونه تصرفا فرديا ،الا انهم بحذرون من خطورة استمرار تراجع النقابات عن رسالتها ودورها المنحاز الى الشارع.

في الحقيقة هناك تساؤلات كثيرة تطرح عن سر غياب النقابات عن المشهد الاردني، وعن تخليها عن دورها السياسي، وعن ابتعادها عن نبض الشارع، وعن نكوصها على أبسط المتطلبات الشعبية، وعن تقدم أطراف لم تكن في يوم من الأيام في محل الفعل أو حتى ردة فعل على موقف النقابي الذي اعتاد عليه الجميع.
وتثير حالة الهشاشة في ترابط النقابات المهنية وتباين آرائها إزاء قضايا تعتبر ثانوية، وفي مواجهة قضايا أكثر حساسية وإلحاحا من المطالب، موجة من الانتقادات الأوساط الشعبية التي ما زالت ترى في النقابات المهنية عنوانا ثابتا للحرية.

في الحقيقة لا يمكن تفسير حادثة منع زملاء امضوا سنوات طويلة في دعم الدور الوطني والمهني للنقابات المهنية الا من خلال المثل الشعبي( الشعير مأكول مذموم)، وهو مثل شعبي يضرب لمن نفعه واضح ويحتاجه الناس فهو يعينهم ويخدمهم ومع ذلك لا يمدحونه ولا يثنون عليه بل يغفلون عنه وربما ذموه.

للعلم فقط الزملاء الذين غطوا النقابات المهنية خلال السنوات الماضية ، كانوا جزء اصيلا من الحراك النقابي وحضوره ، وهم وحدهم من اوصل الصوت النقابي الى كل مكان …

عن محمد محيسن