الرئيسية / كتابات / الفيتو 43

الفيتو 43

محمد محيسن
للمرة 43 تستخدم الولايات المتحدة حق الاعتراض (الفيتو) ، ضد مشروعات قرارات قدمت لمجلس الأمن، كانت ضد إدانة ممارسات الكيان الصهيوني» في المنطقة العربية، من بينها 31 (فيتو) ضد قرارات تخدم القضية الفلسطينية، كان آخرها ما تعلق بالقدس «عاصمة للكيان المغتصب».
السؤال الأكثر إحراجا لبعض الفلسطينيين وأشقائهم العرب، يتمثل بعدد إقرارات الفيتو التي يحتاجها هؤلاء ليقتنعوا أن الأمم المتحدة هي مجرد أداة بيد الدول القوية. وأن من لا يمتلك القوة لن يكون صوته مسموعا، حتى لو بالغ بالصراخ والعويل.
وسواء تلاعب الأشقاء المصريون بمشروع القرار الأممي يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، أم لا،  فإن الامر تحصيل حاصل، في ظل تهافت الكثيرين لإرضاء البيت الابيض .
القضية ليست في الفيتو الذي اعتاد الفلسطينيون عليه، ولا بالإنتشاء «الاسرائيلي» بالعدد الكبير من القرارات المماثلة التي فلتت منها؛ بل بسكوت 14 دولة قالت الأمم المتحدة إنها كانت مع القرار، الأمر الذي يكشف قدرة منظمة دولية  كالأمم المتحدة، وحجمها المتضائل الذي يتقلص يوما بعد يوم، أمام العنجهية الامريكية المسخرة لصالح الولايات المتحدة والكيان.
وإذا كانت الأمم المتحدة غير قادرة على تنفيذ قرارات تؤخذ بالإجماع، فمن الأفضل لها تغير تسميتها إلى منظمة الأمم الامريكية، ويمكن إضافة الكيان الصهيوني لتصبح منظمة الأمتين الأمريكية والصهيونية منفردتين.
وإذا استثنينا مواقف الدول العربية، العاجزة باستمرار عن مواجهة تلك العنجية والازدواجية التي وصلت حد الإسفاف، فإن المواقف الغربية هي الأخرى أصابها ما أصاب المجموعة العربية من الضمور والوهن، تحديدا إذا مس القرار قضية تتعلق بالوطن العربي والإسلامي أو القضية الفلسطينية .
الكيان الصهيوني الذي يسند ذراعه على البندقية وعلى ما يمتلكه من قوة قاهرة، قادر بكل سهولة على قلب الحقائق رأسا على عقب. اما الفسطينيون الذي استندوا الى حائط يكاد يهوي، فإن قدرتهم على التغيير تعتمد فقط على ثبات المرابطين .
وأخيرا، إن الرهان على أي تغيير في سياسة الغرب من الصراع العربي الإسرائيلي، أمر مرتبط ايضا بالمصالح، وعليه فإن من  يتجرأ ويحاول إقناعنا بعدالة المنظمة الدولية،  فإن على بقية الشعب العودة إلى بداية السطر وإلى الطلقة الأولى وإلى القناعة التي لن تتزحزح «بأن الحق لن يعيده عدالة الذئب في قطيع الغنم».

عن محمد محيسن