الرئيسية / سلايد شو / يوميات مهاجر..

يوميات مهاجر..

يوسف محيسن .. يكتب من السويد

اليوم العالمي للغة العربية.
لنعيد إلى لغتنا زهوها وبهاءها!
هو منحها الحرية، فتح أبوابها، وشبابيكها، إدخال هواء نظيف إلى رأتيها..
تليينها، تلبيسها الجينز،
أريحوها من التقعقر والتملق، والتشدد، والقواعد التي لا حصر لها
ليس هناك نقاء لغوي، النقاء اللغوي نظرة قاصرة وحسيرة.
اللغات تتعارف، وتتصاهر، تأخذ وتعطي.
افتحوا كتاب الجاحظ” البخلاء” مثلا ترونه يعج بالكلمات غير العربية.
***********

عندما توفى حاتم الطائي المشهور بالكرم، اراد اخيه أن يخلفه فى اكرام الضيف وان
يقوم مقام اخيه حاتم.. فلما رات امه ذلك وكان يجهد نفسه فى التكلف بالضيف على عكس طبيعة حاتم المجبولة على ذلك. فخاطبته: يابنى هون عليك فاننى عندما ولدت حاتم اذا كان جائعا فانه لايرضى ان يرضع حتى يشاركه طفل اخر الرضاعه.. وانت عندما ولدتك وتريد الطعام ويكون احد الاطفال بالبيت فانك ترفض الثدى حتى يخرج الطفل من البيت.. مثال حاتم واخوه هو مانراه فى الفصائل الفلسطينية بعد أن تحولت فتح إلى سلطة.. فما ان يرضع الثوريين من ثدى السلطه حتى تتحول القضية إلى الأستعراضات الصاخبة، والكاذبة، والعبودية إلى عبودية طوعية..
منذ الخروج من بيروت وتأمر الانظمة وحتى اليوم وما بعد اليوم والقضية الفلسطينية مسرح سياسي هزلي.
يفتقر لرصانة السخرية وشعب يبلع هذه العروض المتكررة باريحية
على حساب مصيره.. وسلطة في الواجهة خاضعة لسلطة سراديب خفية.

**************

تأتي كل حين أكلها.. أفئدة.!
تخرج ألي بأثقالها مبللة، أوزارا من زينتها تطلقها في الأبهر، وفي الذاكرة.
أين أشيائي؟!
وجه ظهر كلمحة برق ذات مساء صدفة، حضن والأضلاع تلتقي فية كنصل السيوف، قبلة لا قصيرة ولا طويلة تفسد العناق، وعينان تأخذك إلى الف تيه.
أين أشيائي؟!
أنوثتك، تفاصيلك، شياطين فتنتك.. وأني اعترف.. انهزمت وانتصرت.
سأرتديك دون علمك..
سأرتديك بردا، وشفاه، ورد مشرع لنحل القلب.
رجفة آيلة إلى النزق.. والتي سرعان ما يفضحها الحنين فينفجر.
حفظتك عن قلب قلب حفظت فيك مواعيد النوم ومواعيد الصدى وغياب يحمل عنك عبء المواجهة، وعبء الجدل..!
على رغم ذلك وغيره، لن أقاطع غيابك، لن أقاطع ضحكتك، لم أطفئ صورتك ابدا.
أنا لست زنديقا ولا نبيا.

**************

للمشاعر مدة صلاحية..!
منذ الصباح..
محاولات متكررة للحفاظ على استقرار المزاج
تبوء أغلبها بالفشل.
مشاعر متناقضة..
مثل الشعور بالعجز،
والظلم.. شعور بالخوف.. شعور بالفرح، والأمان.. بالأسى.. بالندم… وشعور بالأمل…شعور بالقرف.. وشعور بالرثاء… وشعور بالتضامن..!!
ومجموع هذه المشاعر وغيرها تسمى أنسان..
قد يكون هناك انسان قريب لكن هذا القريب لا يعني لك شيء.. وقد يكون انسان بعيد يعني لك كل شيء.!
تماما مثل تعابير الحب.. فهناك حب قد نعبر عنه بالكلام.. وحب بالنظرات.. وحب نعبر عنه بالغيرة..
وحب نعبر عنه بالدموع.. وحب بنعبر عنه بالكتابة..!
هناك حب ما بنقدر نعبر عنه اساسا..!
مثل شخص يدخل حياتك فجأة بطريقة غريبة، ويقلب وقتك رأسا على عقب.. رغم ذلك تبقى مشاعرك مسكونة بالهواجس!!
الخلاصة.. ان مشاعرنا متناقضة، ومتداخلة، مبهمة، ومحيرة.. لهذا ما في حد فينا يحتفظ بنفس المشاعر لمدة طويل

********************

لم أنت باخع نفسك؟!!
لا يليق بك، وأنت ترى أنها شهدا يتدلى رطبا..
أحضنها في كبد الشارع، وسط الزحمة عز الظهر
تفرس في أعماقها تغلغل سرا في روحها.
سترى فيك شيئا منها.
عدل مزاج الساعة على طريقتها.
أطلب عن دون قصد مشروبها المفضل، وأسمع جملك الغريبة بنبرتها..
أظن وان بعض الظن حب..ان ذلك أصل الأشياء، لا يتوقف ولا يتعطل فينا.

عن محمد محيسن