الرئيسية / غير مصنف / لماذا يعادي تلفزيون “المملكة” التيار الإسلامي؟

لماذا يعادي تلفزيون “المملكة” التيار الإسلامي؟

علي سعادة

سألت عشرات الصحفيين والإعلاميين إذا كانوا يعرفون من هو/ هي المسؤول الأول والفعلي عن “تلفزيون المملكة”، وكان الجواب أنه باستثناء أعضاء مجلس الإدارة الخمسة المعروفين، بصفتهم غير متفرغين، فإن أحداً لا يعرف من هو بالضبط قائد الأوركسترا أو ضابط الإيقاع.
على أية حال في الأسبوعين الفائتين كشفت الجهة المسؤولة عن “المحطة” عن جزء من توجهاتها السياسية الانتقائية والإقصائية عبر تجاهلها ومعاداتها للتيار الإسلامي بأكثر من موقف، آخرها حجب إعلانات “المحطة” عن صحيفة “السبيل” دون باقي الصحف اليومية!
وخلال الأسابيع الماضية، قامت “المملكة” بحملة إعلامية ضخمة في شوارع المملكة، وعلى مواقع الإنترنت، من أجل الترويج لانطلاقتها.
ورغم استقطاب القناة لعدد كبير من الكوادر الأردنية، وحصولها على دعم رسمي كبير، إلا أن حالة من الشك تسود الأوساط الإعلامية في الأردن بخصوص قدرتها على تجاوز حالة الفشل التي يعاني منها الإعلام الحكومي في الأردن.
وكانت صدرت الإرادة الملكية في تشرين الأول عام 2015، بتعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة محطة الإعلام العام المستقلة، وذلك بمقتضى المادة (4) من نظام محطة الإعلام العام المستقلة رقم (53) لسنة 2015.
وبناء على تنسيب رئيس الوزراء، فقد صدرت الإرادة الملكية بتعيين فهد الخيطان رئيسا غير متفرغ لمجلس إدارة محطة الإعلام العام المستقلة، وأيمن الصفدي، ومروان جمعة، ونارت بوران، والدكتور باسم الطويسي أعضاء غير متفرغين في مجلس محطة الإعلام العام المستقلة.
ولن تكون المحطة مستقلة بالتأكيد فهي تتلقى ميزانيتها بالكامل من الحكومة، وشكلت بناء على تنسيب رئيس الحكومة، وأستبعد كلياً أن تتمكن من الاعتماد على نفسها ماليا في المستقبل، فعدد موظفيها حتى اللحظة ناهز 300 موظف، وهو رقم كبير جدا ومكلف، وربما يتضاعف مع بدء البث، وبدء الواسطات والضغوطات والمساومات في التعيينات؛ وبالتالي ستكون عبئاً مالياً إضافياً يثقل كاهل الميزانية وبالتالي كاهل المواطن.
وأتوقع أن تصرف معظم الميزانية البالغة 15 مليون دينار على الرواتب والمكافآت ورفاهية مجلس الإدارة، وأصحاب المناصب العليا في “المحطة”.
وأتفق مع توقعات نائب رئيس الوزراء الأسبق مروان المعشر أن التلفزيون الجديد “تلفزيون المملكة” لن يحدث شيئا جديدا؛ وذلك لكون عقلية الدولة هي من تديره، متسائلاً: لماذا لا تصنع الليبرالية في التلفزيون الأردني بدلاً من التلفزيون الجديد؟
ولا نتوقع أبدا ان تتعامل القناة الجديدة بعقلية مختلفة مع الحركة الإسلامية في الأردن، ولن تخرج عن السياق التقليدي الذي تسير عليه الدولة وإعلامها الذي يواصل نشر خطاب الكراهية في المجتمع الأردني حين يذكر الإسلام السياسي الممثل في مجلس النواب وفي غيره.

عن محمد محيسن