الرئيسية / كتابات / فزع قرايبك بحولها..!

فزع قرايبك بحولها..!

قبل ثلاث سنوات كتب مقالا ، واليوم اعيد نشره نظرا لتغير الظروف ، فعلى المسؤولين التوقف عن استغلال العشيرة من حماية فسادهم ..

(( إذا كانت الدولة تدعي أنها دولة قانون فعليها أن تحمي قانونها من تغول أصحاب النفوذ الذين يستطيعون جمع أكبر عدد من الأنصار عبر الهاتف أو ما يعرف بالفزعة.
عشنا التجربة في أمانة عمان قبل سنوات، ونعيش الان تجربة أحد الوزراء، وبين هاتين التجربتين العشرات بل المئات من الحالات التي التجأ فيها المتهمون الى القبيلة لتحميهم.
تقول النظرية الأردنية إن المسؤول يحمي نفسه ليس بالقانون بل بالأنصار الذين لا يعرفون عن الواقع إلا بعد أن تضرب الفأس بالرأس ضربة مباشرة.
وتضيف النظرية الأردنية في الوصول والحماية السريعة من الانزلاق والاخطاء والتجاوزات والتراجع أن المسؤولين الذين يتحصنون بالأنصار الذين يقومون بدور الموالي أيام الجاهلية.
العشيرة في بلاد العرب التي لعبت دور الحزب السياسي أحيانا تقترب بنا من العودة الى المجهول بعد أن بتنا ضحايا مسؤولين لم يسلم منهم احد حتى أنفسهم واقرب الناس اليهم، وضحايا سياسة تجيد فن التدجين وتعرف تماما من أين تراوغ عندما نحتاج إلى توضيح، وتكثر الكلام عندما يحتاج المجتمع إلى الهدوء.
عدد من التجارب التي التجأ أصحابها الي عشيرته لحمايته من أخطا لا ناقة لهم فيه ولا جمل، ولكنها «حمية الجاهلية الأولى» يتفنن بعض القائمين على الشأن العام في بلادنا ممارستها، والويل كل الويل من كان بلا عزوة.
المشكلة ليس في بروز العشيرة ودورها السياسي بل في استغلالها مصلحة بعض الأشخاص الذين كانوا حتى وقت قريب لا يعرفون عن مكان سكناهم إلا تنكة الزيت القادمة في موسم الزيتون.
في الحقيقة يختفي في بلادنا دور القبيلة في الحياة السياسية ولا يظهر إلا عندما «ينزنق» المسؤول ويتورط في قضية فساد فيلجأ إليهم على سبيل الحماية، رغم أنه قبل وقت قريب كان يدعي أن إمكانياته ومؤهلاته هي التي جعلته يتبوأ هذا المنصب، ونتيجة لهذه السلبية في التفكير فإننا جميعاً ندفع الثمن وسنبقى ندفع الثمن؛ لأن التغيير لا يأتي من فوق بل من الذات ومن قرارة أنفسنا، ومن حقنا في التغيير ومن الواقع الذي نعيشه. وإذا كان الواقع يفرض علينا التعامل مع هذه المشكلة فلماذا لا نكيفها ضمن القانون الذي يحمي الجميع ويضعهم في إطار الوطن الواحد.))

عن محمد محيسن