الرئيسية / سلايد شو / سامي شهيدا..

سامي شهيدا..

محمد محيسن

هذا هو الفلسطيني أينما حل او ارتحل عليه أن “يقدم مقابل حبة الزيتون جلده” كما يقول الشاعر الكبير محمود درويش،وعليه ان يبقى بعيدا عن خض أمه لأنه عائد الى التراب الدافئ كقلب الأم .
لم يكن سامي ابو دوياك الذي ارتقى إلى ربه شهيدا سوا صورة موحدة لشعب أراد ان يعلو على الجرح ، وهذا هو الفارق بين من يهوي إلى القاع، وبين من يصعد إلى القمة بجهاده وعمله، فيغدو علامة مميزة كالنجمة المضيئة في كبد السماء.
سامي الذي حاول جلادو الاحتلال أن يحرموه أمه من احتضانه حيا ، ولكنهم فشلوا في منعها من احتضانه وتقبيله خالدا إلى الأبد، قبل ان يضمه التراب ،فقد ان ارتقى الى ربه شهيدا وشاهدا على الظلم حتى يوم النصر .
لقد عاد سامي لحضن أمه شهيدا مغطى بالعلم كي تودعه قبل أن يوارى جثمانه الثرى، ، وكأنما أرادت تحقيق آخر أمنياته التي طلبها .
فالتراب الذي لا يختلط بدم الشهيد لا يمكن أن يكون تراباً عطراً، والأرض التي لا يُدفن فيها شهيد لا يمكن أن تدوم، فالشهيد هو القنديل المضيء في ظلمة الحياة، وهو رجل المهمات الصعبة، وهو زوادة الوطن ومستقبله المشرق.
هؤلاء الشهداء الأسرى يليق بهم كما يقول الكاتب الفلسطيني خيري منصور ان تطلق أسماؤهم على الشجر، فلا يعود السنديان سندياناً والزيتون زيتوناً والسرو سرواً والتين تيناً، بل يصبح السنديان أحمد والزيتونة فاطمة والسروة محموداً!
أما الشهداء الأسرى هم من أحصوا لياليهم الطويلة بعدد من فارقوا من الأهل والشهداء والمنفيين لن يدوم صمتهم طويلاً ولن يدوم موت قتلاهم طويلاً، فهم على موعد محتم مع النهار وأشعة الشمس مهما كان الليل حالكا وطويلا!
أيام الدنيا كلها تنادي بأسماء الشهداء وتلهج بذكر وصاياهم، فأنّى لنا ألا نصغي لها.

عن محمد محيسن