الرئيسية / سلايد شو / الحدث الفلسطيني.. الصعود للجليل والالتحام مع الشتات..

الحدث الفلسطيني.. الصعود للجليل والالتحام مع الشتات..

 

كتب.. محمد محيسن
لم تغزوا المقاومة التي وصل صداها الأفاق، جحور الأفاعي في الكيان الصهيوني المغتصب فقط، بل غزت العقول الساكنة عن التفكير بمنطقها المقنع لتصل إلى حنايا القلوب فكان التغير الذي لاحظه الجميع قولا مقرونا بالفعل.
الحدث الفلسطيني في غزة والقدس ليس نصراً ولا هزيمة إنما نقلة نوعية في مسيرة الكفاح الفلسطيني صعودا نحو الجليل الأعلى والتحاما بالضفة والشتات الفلسطيني ، وهي سلسلة من معارك بدأها شعبنا من كل مكان تواجد فيه .

لقد أيقظت المقاومة الفلسطينية في غزة، وصمود أهلنا في القدس والشيخ جراح والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل، ومعظم مدن وقرى الداخل ألمحتل، الكثير من الضمائر المتحجر والمتآمرة والمسكونة بهواجس الخوف والتبعية.
فبعد سنوات من التغيب ألقصري وبعد ان استمدت «إسرائيل» جرعات يومية من الوقاحة في هذا الاستهداف، من خلال الصمت العربي والإسلامي تارة، او من خلال التخويف الفارغ من قوة العدو وإمكاناته تارة اخرى .او من خلال إيهامنا بان الاستعمار الإسرائيلي حمامة للإسلام، وكيانه المغتصب واحة للديمقراطية ، فانعموا بحمايتهم خير لكم ، قلبت المقاومة وصمود شعبنا المعادلة.
لنعد إلى قبل شهر ألان فقط ، ولنشاهد ماذا كان يجري على الساحة العربية وكيف كان المطبعون وأنصارهم ومؤيديهم ومناصريهم ومتابعيهم يتهافتون في مدح الكيان الصهيوني وتوصيفه بالحمل الوديع حتى وصل الأمر ببعض هؤلاء الى وصف الفلسطينيين بالإرهابيين والمعتدين ، منكرين ابسط حقوقهم وهو العيش الكريم .
لقد تمادت إسرائيل وعلى مدى السنوات الماضية في غيها فالمتتبع لوسائل الإعلام العربية، ووسائل التواصل الاجتماعي قبل وقت قصير، يلاحظ وجود حملة شنها أشخاص خرجوا فجأة ودون مقدمات، للهجوم على الشعب الفلسطيني دون ذنب اقترفه هذا الاخير، بعضها اتهم الفلسطينيين بأنهم باعوا أرضهم، وأخرى دعت لترك القدس والانتباه للتنمية،وكانت هذه الحملات مقدمة لما تلاها من تنازلات خطيرة، وما سيتبعها من تنازلات قد تكون أكثر خطورة، لو لم يقل المناضلون والمرابطون كلمتهم الفصل.
لقد كانت تلك المرحلة من أصعب واخطر المراحل التي مرت على شعبنا وعلى القضية ولكن المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني قلب موازين القوى ، ليعيد ذلك التوازن، ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التحرير والوحدة ورفض كافة الصفقات المشبوهة التي تكشفت وتعرى أصحابها، الذين وباتوا يبحثون عن ملجأ ليغطوا فيه عوراتهم.
احد التجليات الهامة في الحدث الفلسطيني هي إن القناعة بإمكان إحداث التغيير صارت حقيقة راسخة، وما أحدثه الشباب العربي من تغيير في وعي العالم، وشعوب الغرب تحديدا، حيال الموقف من الصراع العربي الصهيوني، وتأثير هذا الوعي في الضغط على حكومات الكثير من الدول لصالح الحق العربي الفلسطيني وضد الصهيونية، يمكن له أن يؤسس للكثير من التغيير في مختلف الأصعدة.
ولكن الأهم من ذلك كله الحفاظ على الوحدة والتمسك بالانجاز الذي تحقق..

عن محمد محيسن