يوسف محبسن .. بكتب من السويد
عرفته بغتة.. عرفته دفعة واحدة.. هكذا مثل رصاصة طائشة.
قال: مرحبا
قلت: مرحبتين
قال: نفسي أشرب شاي!
قلت: هنا أم في مقهى؟
قال: هناك على كتف تلك البحيرة.. عندي حكي كثير..
ترك السكر يذوب على مهل من الخجل.
قلت: اشرب الشاي
قال: الوقت لا يسمح بذلك
— بتعرف أن لاشيء حقيقي غير الكذب..
—وما الذي دعاك لتقول هذا؟
— قصة فرعون موسى.. عندما حرر الفراعنة بلدهم استبعدوا اليهود كرد فعل على تعاونهم مع المحتلين، لذا لم يكن لليهود ذكر فى تاريخ، فهم خدموا الأعداء وأصبحوا عبيدا..
—بسبب قصة فرعون موسى ظلم التاريخ جميع الفراعنة.. أعتقد انهم كانوا عظماء انجزوا لشعوبهم مالم ينجزه فراعنة هذا العصر.. فاختزال هذا الإرث فى حادثة عابرة في التاريخ.. فيه ظلم لهذا التاريخ.
أنه خطاب تقديس التاريخ.. لصوص التاريخ مثل لصوص الدين مثل لصوص المال العام
ينام اللص والمحتال في الليل وفي الصباح يتحول الى كاهن أو مصلح، أو مؤرخ..
-هناك معامل ومراكز أبحاث متخصصة في تحويل هؤلاء من الادوار القديمة الكلية الى استعراض الكذب، وهو دوره الحقيقي المخفي..
بالطريقة نفسها التي يتم فيها اختيار وتصنيع سلعة، كما هو الأمر في صناعة الاحذية، والدمى.
خربانه يا صديقي.
—————–
المطبع من الإسلامين بعزموه على أي مكان، وبحضر وبحضر أي إجتماع حتى لو كان الخطيب يهودي في مسجد الشيخ زايد.. حتى لو تحضير أرواح بحضر وماشاء الله تبارك الله ممكن يمشي بين المرء وزوجه… وبطلع يواقح بقول هذا مش تطبيع.. هذا ختم على مؤخرتك.
—————–
تفتح عينك فجأة، تسرق انفاسك قبل توازنك، وتحاصرك الهواجس والوساوس، ترفع رداء الحسن عن سوءات الظن.
فنجان قهوتك المنكسر قبل الرشفتة الأولى.. هل هو فأل حسن أم تكسير مزاج..؟
هل تكمل باقي يومك أم تنكسر وتنام؟
——————
كان المدير في نهاية كل يوم يسأل موظفيه.. كم زبون بعت اليوم؟
فكانت النتائج متقاربة لكل الباعه إذ تراوحت ما بين 40 زبونا إلى 45 زبونا لكل الباعه عدا (مفلح) والذي ما أن جاء دوره قال للمدیر بعت لزبون واحد!!
غضب المدير غضبا شديدا وقال له لابد أن تتعلم كيف تخدم الزبائن وتتفانى في خدمتهم حتى تكسبهم، بكم بعت يا مفلح؟
مفلح: 300 ألف دولار!
قفز المدير من مكانه وقال: ما الذي بعته بهذا المبلغ الضخم؟
مفلح: أتاني زبون بعته صنارة صيد، ثم نصحته بالصيد بمنتصف البحيرة لا على الشاطئ حيث تكثر الأسماك في المنتصف، وبذا بعته قاربا للصيد ثم سألته بماذا سيسحب القارب إلى البحيره فأجاب بأنه لا يعلم فبعته حمالة قارب متحركه، وسألته عن نوع سيارته فوجدتها سياره سيدان بمحرك صغير، فبعته سياره كبيره قادره على سحب القارب،
ثم نصحته بشراء شبكة
صيد بدلا عن الصنارة طالما أنه يستخدم قارب الصيد فبعته إياها، ثم نصحته بالتخييم على شاطئ البحيره طالما سيصطاد السمك فبعته خيمه وشوايه ليشوي عليها السمك، وبذا بعت بهذا المبلغ الكبير.
قال المدير: انت تريد أن تقنعني أن الرجل كان يريد صناره وأنت بعته كل ذلك؟
قال مفلح: في الحقيقة الرجل كان يريد أن يشتري فوط ألويز بالأجنحة لزوجته لأن عندها الدورة..
فقلت له طالما أن المكينة خربانه لماذا لا تقضيها في صيد السمك.
—————-
السلطة عندما لا تملك شيء تقدمه لحياة الناس أو أنها تملك ولكن تحتكره لنفسها..تلجأ للحديث عن أشياء لا تكلفها شيء.. مثل الاستقلال، وتضخيمه..وعن الكرامة والتحديات، والأمن والأمان هذا طبعا لا يكلفها شيء على أرض الواقع..
قرقعوا روسنا وهم يحدثونا عن عنق الزجاجة.. المحتوى نفسه ومكرر… أي تعنق وأي زجاجة وأي ايمان وأي كرامة وأي استقلال..وأي تحديات..والناس ميته من الجوع ومن الديون والقهر والقمع!!
والله عيب..
اللي بسمعكم وبسمع كلامكم وكذبكم، يعتقد ان هذا الشعب حديث الولادة، وما بفهم.
————–
عنجد صارت…
ﺳﻴﺪﺓ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺤﻞ لبيع الدواجن ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺗﺴﺄل: ” ﻫﻞ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺗﻤﻠﻚ ﺩﺟﺎﺟﺎ؟ ”
ﻳﻔﺘﺢ صاحب المحل ﺛﻼﺟﺘﻪ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻟﺪﻳﻪ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻭﻳﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ.. ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺗﺰﻥ كيلو ونصف.
ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻭﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ، ﺛﻢ ﺗﺴﺄﻝ:”ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ؟”
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻮﺿﻊ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﻳﻀﻊ ﺇﺑﻬﺎﻣﻪ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺑﻤﻜﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ.. ﻳﻌﺮﺽ ﻣﺆﺷﺮ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻵﻥ حجم الدجاجة 2كغم..
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ” ماشي سأﺧﺬ ﻛﻼ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ! ”
بقولوا.. ﺣﺘﻰ ﺍلأﻥ، ﻻﺯﺍﻝ ﺭﺃﺱ صاحب المحل ﻣﺤﺸﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ!
—————
ما فعلت فعلتي التي فعلت..
إلا لأنني كنت أشتهي أن أبتعد عميقا فيك، وفي غيابك المستبد..
ابتسامتك المرسومة بعناية اصبحت مألوفة أكثر من اللازم، والغريب انها موزعة على الشيوع.
في ذاك المساء كنت منشغلا بأنانيتي..
عندما رأيتك مستقبلة غيابي حاملة فناجين القهوة التي صنعتها بيديك اكراما لوفادتي..
تراقبي خطوات نظراتي.. فإذا همت أن تتنحى جانبا انحزتي كظل إليها، وإذا تمددت علي مقربة منك تنكمش مفارش الطاولات علي نفسها حياء من حيائك وتذوب بقايا القهوة من علي جدار الفناجين نازحة إلى القاع في مخطط مدروس تقصد به أعاده تدويرها في ثغرك الرطب لترتشفيها مرات أخرى.. وتسعد هي، وأتعذب أنا. أسافر في سيجارتي معك فتعود إلى رشدها سيجارتي، وتكف عن كونها تعادي شراييني. المقاعد الخشبية فتفترش الدفء بالخارج، ويتساقط الرذاذ وينحني ليغازل مكان جلوسك.. دعيني اسأل كيف تنزوي كل الأبتسامات الباهة، وتفسح الطريق لأبتسامتك القادمة من اليمين؟
وكيف أنها لم تضل الطريق ولم تتعثر؟
ولا زلت أتعجب…
كيف زرعت الظل بأعتدال؟
وكيف تناولنا الأحاسيس من وسط فكره حائرة؟
سؤال أخير.. أصحيح انك غافلتني وانسحبتي من تحت مساماتي؟؟
لم تنطلي علي فكرة تحقيق المعنى، واظنها غير قابلة لذلك.. فأنتي أكثر أنسانة صالحة للنسيان وللحزن…