الرئيسية / كتابات / وزير المستعمرات توني بلير

وزير المستعمرات توني بلير

يرفض توني بلير التقاعد ويصر على البقاء لاعبا سياسيا بدون منصب معتبر سياسيا او قانونيا؛ اذ اعلن مؤخرا ان محاصرة حماس وقطاع غزة كان خطأً ارتكبته الرباعية التي كان هو رئيسها لفترة طويلة؛ وانه كان الاجدى محاولة جذب حماس الى مربع التسوية.
في المقابل رد أسامة حمدان المسؤول الاعلامي في حركة حماس بأن تصريحات بلير لا قيمة لها، فالرجل لا يمثل فاعلا سياسيا في الملف الفلسطيني؛ اذ قضى حياته السياسية في محاصرة الشعب العراقي، والمشاركة في جهود غزو العراق وتدميره، الى جانب كونه احد اشهر عرابي حصار غزة؛ ما يجعل من مصداقية ما يقوله او يفعله معدومة بالمطلق في المنطقة بل في بلاده ايضا.
بلير لا يحظى بأدنى درجات الشعبية والحضور في الساحة السياسية او الثقافية والاعلامية في بريطانيا، الا انه يصر على ان يبقى نجما في سماء الاقليم العربي وحارسا مخلصا لوعد بلفور، مذكرا المنطقة بالدور البريطاني السلبي والمدمر عبر التاريخ بتتويج نفسه وزيراً للمستعمرات البريطانية والمستوطنات الصهيونية، منصب انقرض منذ عقود الا انه يحاول اعادة انتاجه ويبحث في المنطقة عمن يجاريه ويجامله؛ بل ناطقا رسميا باسم القوى الغربية في منطقتنا؛ اشارة سلبية لكل ما تمثله الشعوب الغربية المتحضرة من قيم انسانية متطورة.
المصالحة الفلسطينية انطلقت بجهود محلية واقليمية ولم يكن وزير المستعمرات الافتراضي بليير لاعبا فيها، والغاية منها تخليق مسار فلسطيني وبيئة محلية وطنية تسمح بمقارعة الاحتلال ومقاومته، لا شرعنته وتثبيت أركانه على الارض الفلسطينية وهو مسار شاق ومليء بالعقبات ولعل احد عناوينها بلير.
إعلان بلير يمثل محاولة لحرف المصالحة عن مسارها، وخلق عقبات جديدة امام تخفيف معاناة القطاع، وكان الاجدى به ان يصمت ويتقاعد ويبحث لنفسه عن جزيرة نائية يتأمل فيها تاريخه المدمر، وأن يعلن فشل سياسته التي قادت المنطقة الى سلسلة من الكوارث لا ان يحمل الرباعية المسؤولية متناسيا دوره فيها؛  فالرجل لم يتوقف يوما عن اعاقة اي تطور ايجابي حتى لو كان خجولا، معمقا الشكوك في دواعي المصالحة وحارفا لها عن مسارها وغاياتها الاساسية وكانها منحة اوروبية امريكية وليس ضرورة فلسطينية.

عن محمد محيسن