معين الشريف
السقف الزجاجي هو اصطلاح اول ما ظهر في الولايات المتحدة الامريكيه ، و هذا المصطلح يؤشر للحواجز غير المرئية و غير المكتوبة و التي تمنع المرأه من الوصول لاعلى المراتب في المؤسسات و الشركات و الحكومات و الدول .
في الولايات المتحدة تبوأت المرأه اعلى المناصب في مختلف مؤسسات الدوله و في الشركات في القطاع الخاص ، منصب واحد فقط لم تستطع المرأه الوصول اليه ، الا و هو رئاسة الولايات المتحدة ، و ان كانت قاب قوسين او أدنى من الوصول في الانتخابات الماضيه و التي خسرتها هيلاري كلنتون امام دونالد ترامب.
في الاردن وصلت المرأة لاعلى المناصب خصوصاً عن طريق التعيين سواءاً في القطاع العام او القطاع الخاص ، الا ان وصول المرأة لبعض المواقع عن طريق الانتخاب بقي قاصراً لعوامل مجتمعيه ، مما تطلب تشريع الكوتا النسائية في البرلمان و مجالس المحافظات و المجالس البلديه.
في النقابات لم يكن الواقع أفضل ، فحصة المرأة النقابيه ما زالت قليله ، فبالكاد تجد امرأه واحده او اثنتين كأعضاء في مجالس النقابات المنتخبه ، و ربما تعتبر نقابة الصيادلة من اكثر النقابات تمثيلاً للمرأة ، فهناك مجالس مثلت فيها المرأة بثلاثة مقاعد و هو الأعلى بين النقابات ، و رغم ذلك لم نجد و لو لمرة واحده امرأة ترشحت و فازت بمنصب نقيب احدى النقابات المهنيه.
و لكن هل يشهد هذا العام كسراً للسقف الزجاجي في النقابات المهنيه و تتبوأ احدى النقابيات منصب النقيب ؟ السؤال يبدو مشروعاً في ظل ترشح الدكتوره سميره القسوس لمنصب نقيب الصيادلة في الانتخابات التي ستجرى في شهر أيار القادم .
ترشح الدكتوره سميره القسوس لا يبدو صورياً او عبثياً ، فهو مدروس للغايه و خصوصاً انها حصلت على دعم مجموعه كبيره من المهنيين، لتكون مرشحه المهنه و ليست مرشحة التيارات التقليديه في نقابة الصيادلة و هذا جعلها جاذبه لجيل الشباب الذي مل من مرشحي التيارات و التجمعات التقليديه، فهل تحدث الدكتوره القسوس المفاجأة و تكسر السقف الزجاجي و تهز عرش النقابات و الذي تربع عليه الذكور منذ تأسيسها؟ لننتظر حتى أيار القادم ليكتمل المشهد.