محمد محيسن
أكثر ما حيرني ودعاني للبحث والتساؤل في قصة “الذهب” المحتمل وجوده في محافظة عجلون، والذي ما زالت الأوساط الرسمية تنفي العثور عليه بتاتا. هو أن هرقل المعروف بـ”ابو الشجاعة “عند الأجانب والأوروبيين “طلع من عنا”، يعني ابن المنطقة، وابن عجلون تحديدا.
ومنذ أن سمعت عن الخبر وتحديد اسم المنطقة“خربة هرقلا” في محافظة عجلون حتى اجتاحتني العديد من التخيلات، وأكاد أتصور منظر هرقل العجلوني يرتدي ثوبا وقد شمر عن ساعديه القويتين، وفتل شاربيه، بيده اليمنى “قنوة”، وفي يده اليسرى سيف من الحديد، يهدد به كل معتد ويذود به عن الديار.
فهل سرق الأوروبيون شخصية هرقل الشجاعة كونهم لم يتورعوا في وقت سابق عن سرقة شخصيات كثيرة وتراث عظيم وآثار لا زالت متاحفهم تتزين بها.
هرقل هو “ابن منطقة عجلون ولا أعجب أن يقوم الاجانب بسرقة هرقل العجلوني، فقد قاموا قبل ذلك بتصوير سيدنا المسيح على انه أشقر وله عيون زرقاء، رغم انه ولد وعاش ومات في مدينة بيت لحم، وكان يتردد كثيرا على وادي عربة وسط الصحراء.
وبما أن الكذب أصبح له ادوات تكنولوجية ولم يعد بدائياً مثلماً كان، فقد تسخرت العلوم كلها من أجل تمريره، وصورت الأفلام السينمائية هرقل ذا العضلات المفتولة وكأنه خرج توا من استديوهات هاواي.. وكأحد احد ابناء مدينة النيويورك.
فتزوير حقائق التاريخ عادة يهودية أوروبية أمريكية قديمة، تتجدد كلما أرادوا ان ينظفوا أنفسهم من بعض القذرات التي اقترفوها..
لن أتعجب بأن يكون هرقل ومن هو افضل منه من عجلون، فعجلون مدينة الشجعان، المدينة التي احتضنت صلاح الدين وكانت تجمعا لجيشه وقلعة لصموده الجيش الإسلامي الذي قارع الصليبين عشرات السنين.
عجلون مدينة الشهيد الطيار فراس العجلوني الذي كان أول من حلق بطائرة مقاتلة فوق الكيان الصهيوني، وعمل فيهم ضربا وتدميرا.
عجلون مدينة القائد الامير راشد خزاعي الفريحي المساند الرئيسي لثورة عز الدين القسام في فلسطين، فلا عجب ان يكون هرقل رمز الشجاعة والفروسية والإقدام عجلونيا.
فهل سرق الأوروبيون شخصية هرقل “ابو” الشجاعة كما سرقت منّا شخصية السيد المسيح.
يتساءل الكاتب ابراهيم جابر “لماذا يتعامل الأوروبيون مع مسيحيي الشرق بهذا التعالي والترفّع، انهم عائلة المسيح، وأبناؤه، قبل ابتكار “الفاتيكان”.
ويقول، ولد النبيّ وكبر وحكى في المهد، له هنا عائلة وأقارب وجيران يعرفون وجهه جيداً. ويغارون عليه غيرة العاشق. فهو لا يشبه الفرنسيين ولا شُقرة الألمان، ولو قُيّض لرسامٍ صادق أن يرسمه فهو لن يشبه(عليه المحبّة والسلام) سوى فتى أسمر من “مخيم جنين”.what is cialis super active