اكد مشاركون في ندوة “النقابات المهنية إلى أين .. الرؤية والآفاق” نظمتها دائرة الإعلام في حزب الوحدة الشعبية على خطورة ما آلت إليه النقابات المهنية سواء من ناحية غياب الدور الريادي للنقابات على الصعيد الوطني أو من ناحية ضعف القوى الحزبية والسياسية وظهور اتجاهات “حكومية” داخل مجالس النقابات، أو من ناحية عدم قدرة النقابات على التواصل واستيعاب الأعداد الكبيرة من العضوية الشابة داخلها وغياب استراتيجيات واضحة لتفعيل صناديق هذه النقابات. وتحدث في الندوة كلا من الناشط النقابي المهندس أحمد سمارة والدكتور عصام الخواجا نائب أمين عام حزب الوحدة الشعبية ,
المهندس أحمد سمارة اكد”أن النقابات المهنية منذ انطلاقتها … وفي ظل مرحلة خيّمت عليها الأحكام العرفية ومصادرة الحريات العامة ، شكّلت مدرسة في التقاليد والممارسات الوطنية والديموقراطية والنقابية ، واستطاعت من خلالها التصدي لكثير من المحاولات الرامية الى اجهاضها وتحجيمها ، لا بل والسيطرة عليها”. وأضاف سمارة أن النقابات المهنية لم تفصل في تلك الفترة بين عملها النقابي واهتماماتها القومية والوطنية ، وبين المناخ الديموقراطي القائم على الاختلاف والتباين داخل الثوابت الوطنية ، وليس على قاعدة الاقصاء والتهميش … فالديموقراطية والإحساس العالي بالمسؤولية مناخات أساسية للانخراط في القضايا العامة للوطن والمواطن ، وهي المؤهلة قطعا في الدفاع عن النقابيين والمهنة على حد سواء ، ومن المؤسف والمحزن ان تكون هذه النقابات المهنية قد فقدت بوصلتها ، وانتهت الى ما انتهت اليه ، حيث انقلبت المفاهيم انقلابا بائسا لا يهدد كتلة بعينها او طرف بعينه ، بقدر ما بات يشكل تهديدا حقيقيا لاهم قلعة من قلاع المجتمع المدني . ولفت سمارة إلى أن دخول تيار الاسلام السياسي الى ميدان العمل النقابي ، أحدث تغييرا في جوهر وطبيعة العمل النقابي ، وطغت مفاهيم الأعمال الخيرية والتعاونية على جوهر وطبيعة مهام العمل النقابي .
وحذر المهندس أحمد سمارة من تعاظم التحديات التي تواجه العمل النقابي مع الزيادة الكبيرة في أعداد المنتسبين الجدد في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، وعجز المجالس النقابية المتعاقبة على توفير الحد الأدنى من سبل التواصل معهم . وعرّج سمارة على تراجع دور ونفوذ القوى القومية واليسارية والديموقراطية في النقابات المهنية، ما سمح الى حد ما بتنامي ظواهر اجتماعية سلبية تنتمي الى مرحلة ما قبل الدولة كالمناطقية والطائفية والاقليمية ، وخروج كتل وازنة كانت لفترة ليست بعيدة جزءا لا يتجزأ من الصف الوطني والقومي العام لتشكيل تجمعات نقابية مستقلة. وفيما يتعلق بالمسألة الإستثمارية، أشار سمارة إلى أن صناديق النقابات المهنية هي صناديق تكافلية وليست سيادية ، بمعنى ان الدولة لا تتحمل أية مسؤوليات جراء عجزها او انهيارها ، بل تتحمل النقابات المهنية نفسها كافة المسؤوليات المترتبة على ذلك ، وبالتالي فان التلويح الحكومي الدائم باخضاع هذه الصناديق الى رقابة الأجهزة الحكومية او محاولاتها الجديدة لفرض ضريبتي الدخل والمبيعات على استثماراتها ، ما هو الا تدخلا سافرا في شؤون النقابات الداخلية. ونوه المهندس سمارة إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه النقابات المهنية اليوم موقفها الأخلاقي من تغول بعض منتسبيها في ممارساتهم المهنية لتصل الى حد الاعتداء السافر على الناس وارواحهم واموالهم وممتلكاتهم وسمعتهم الشخصية ، كما يحدث في قطاعات الصحة والتعليم والانشاءات والحقوق المدنية والصحافة والاعلام ، وعدم قدرة المجالس المنتخبة من الحد من هذا التغول القيادات النقابية الملتزمة والطليعية ، عليها وهي في خضم نضالها اليومي ، استشراف المستقبل .
من جهته لفت الدكتور عصام الخواجا نائب أمين عام حزب الوحدة الشعبية إلى أن نشوء النقابات المهنية يعتبر امتداداً لتطور حالة الوعي باهمية التنظيم النقابي ، التي قادت لنشوء النقابات العمالية في أواخر النصف الأول من القرن الماضي. ورأى الخواجا “أننا نعتبر النضال النقابي بأنواعه والقطاعات التي يشملها تنضوي تحت شكل النضال الإقتصادي ، أحد أشكال النضال الثلاث الرئيسية .. إضافة إلى النضال السياسي والنضال الفكري.” في ظروف الأحكام العرفية شكلت منبراً للعمل السياسي والحزبي المحظور عبر أشكال مختلفة ، وكانت مواقفها تعكس رأي الشارع الوطني والقوى الوطنية والتقدمية اليسارية والقومية.(كانت تعكس موازين قوى داخل الهيئات العامة ومجالس النقابات). ولفت الخواجا إلى أن الخلفيات السياسية والحزبية للنقابيين والنقباء وأعضاء المجالس كانت تعكس نفسها في أداء إيجابي ، يجير الوعي السياسي والفكري والحزبي بما يطور أداء مختلف هيئات النقابات ، ويرسي آليات عمل وتنظيم ولوائح ناظمة متطورة. حيث يكمن السبب في أن جوهر مفهوم العمل الحزبي هو العمل التطوعي وتقديم الجهد والخدمة بدون مقابل . ونوه الدكتور الخواجا إلى أنه بخلاف النقابات العمالية التي هيمنت عليها أجهزة الحكومات المتعاقبة ما أدى إلى حدوث تزوير في انتخاباتها .. بينما النقابات المهنية حافظت حتى هذه اللحظة على نزاهة العملية الانتخابية والاقتراع .. وحذر نائب أمين عام حزب الوحدة الشعبية من صعود الخطاب الذي يدعو “للمهنية” بعيدا عن السياسة يشكل حالة تراجع ، وسعي منهجي نحو تفريغ النقابات المهنية من محتواها واضعاف لدورها المهني والمطلبي والوطني. وختم الدكتور عصام الخواجا كلمته بالتأكيد على ضرورة إعادة الاعتبار لدور القوى التقدمية الديمقراطية يسارية وقومية وعملها الموحد ، إضافة إلى تقديم مرشحين يمتلكون القدرة والكفاءة على حمل البرامج ويتحلون بصفة الميدانية والتواصل مع العضوية الجديدة من الشباب. والعمل في الجامعات أساسي لاستعادة
– See more at: http://shaheennews.com/index.php/rss4/29223-2016-04-16-07-49-49#sthash.PSBLHr15.dpufgeneric cialis super active 20mg