محمد محيسن
واحدة من تلك الأسئلة الكثيرة المعروفة النتيجة والمتفق عليها مسبقا أجابت عنها محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وهي ان العدالة ما زالت مكبلة العينين.
وبطي صفحة المحاكمة التي كان ينبغي أن تكون الأشهر في تاريخ المحاكم بتبرئة مبارك في قضية بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل وقتل المتظاهرين وفلل شرم الشيخ وغيرها من الفضائح الظاهر منها والمخفي لم يبق شيء ليقال عن عدالة اكتفت بتلقي الاؤامر.
وبالقدر الذي كانت التعليقات على سير محاكمة أطلق عليها محاكمة القرن ساخرة بالقدر الذي بتنا فيه أمام حقيقة مقلوبة الأسس، ووقائع تكاد تنسينا أن العدل موجود أصلا ضمن القوانين البشرية الطبيعية، او في نطاق الإنساني.
تقول احد التعليقات الساخرة على محاكمة حسني مبارك والتي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي «بعد براءة مبارك المفروض يسجنوا أهالي الشهداء بتهمة البلاغ الكاذب»، كما يفترض بالقائمين على سير المحاكمات في مصر ان يحبسوا الملايين الذين خرجوا بثورة غضب مكبوت مدة ثلاثين عاما بتهمة الخيانة العظمى.. فقد خانوا أنفسهم وان يضعوا عبارة «الشعب خان الشعب».
عندما كان الشعب المصري يدفن أبناءه وبناته وشقيقاته وآباءه وأمهاته كنا -نحن القابعين هنا- نحصي ونعد.. لأننا بكل بساطة لا نتقن غير مهنة العد، ولكن بعد هذه المحاكمة، حتى هذا الفن الذي كان شغلنا الشاغل وهمنا الأوحد افتقدناه، عندما تجاهلنا ونسينا كل هؤلاء الذين سقطوا..
لقد أعادت محاكمة مبارك أيضا مفاهيم اعتقدنا خطأ ان الثورات العربي استأصلتها لنكتشف ان الأصابع ما زالت للبصم، وللسان أعيدت له وظيفة التهليل والتبريك والتمجيد، والظهر ما زال منحنيا، والعيون لا تبصر إلا عند النوم، والأذان لا تسمع إلا الأوامر، والجبهة للسجود، والأكتاف للتصغير، والمعدة للهضم، والأنف لشم رائحة الطعام، أما العدالة فقد أضيفت لها مهمة الظلم وتبرير تصرفات القادة.
واذا نظام حسني مبارك وزبانيته أبرياء من كل شيء، فمن هو المتهم اذا؟ هل ننتظر ان تحكم المحكمة على حبس الشعب المصري بتهمة البلاغ الكاذب، ولا نستبعد ان يطلب من الشعب أن يعتصم، شيباً وشباناً، رجالاً ونساء في كافة الميادين وطلب الصفح من رئيسه «المخلوع عما ألحق به من إهانة وما تعرض له من «افتراء».
تقول احد التعليقات الساخرة على محاكمة حسني مبارك والتي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي «بعد براءة مبارك المفروض يسجنوا أهالي الشهداء بتهمة البلاغ الكاذب»، كما يفترض بالقائمين على سير المحاكمات في مصر ان يحبسوا الملايين الذين خرجوا بثورة غضب مكبوت مدة ثلاثين عاما بتهمة الخيانة العظمى.. فقد خانوا أنفسهم وان يضعوا عبارة «الشعب خان الشعب».
عندما كان الشعب المصري يدفن أبناءه وبناته وشقيقاته وآباءه وأمهاته كنا -نحن القابعين هنا- نحصي ونعد.. لأننا بكل بساطة لا نتقن غير مهنة العد، ولكن بعد هذه المحاكمة، حتى هذا الفن الذي كان شغلنا الشاغل وهمنا الأوحد افتقدناه، عندما تجاهلنا ونسينا كل هؤلاء الذين سقطوا..
لقد أعادت محاكمة مبارك أيضا مفاهيم اعتقدنا خطأ ان الثورات العربي استأصلتها لنكتشف ان الأصابع ما زالت للبصم، وللسان أعيدت له وظيفة التهليل والتبريك والتمجيد، والظهر ما زال منحنيا، والعيون لا تبصر إلا عند النوم، والأذان لا تسمع إلا الأوامر، والجبهة للسجود، والأكتاف للتصغير، والمعدة للهضم، والأنف لشم رائحة الطعام، أما العدالة فقد أضيفت لها مهمة الظلم وتبرير تصرفات القادة.
واذا نظام حسني مبارك وزبانيته أبرياء من كل شيء، فمن هو المتهم اذا؟ هل ننتظر ان تحكم المحكمة على حبس الشعب المصري بتهمة البلاغ الكاذب، ولا نستبعد ان يطلب من الشعب أن يعتصم، شيباً وشباناً، رجالاً ونساء في كافة الميادين وطلب الصفح من رئيسه «المخلوع عما ألحق به من إهانة وما تعرض له من «افتراء».