مهني جو مهني – اجدد الاخبار العربية والمحلية
كتب :محمد محيسن
خيارات كثيرة وضعتها أمامنا الدورة التدريبية حول قضايا المياه في الشرق الأوسط ، لإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل المياه المتفاقمة في المنطقة.
وإذا كانت المعلومات التي زودنا بها خبراء مخيفة، وتشير إلى أن هناك أزمة مياه عالمية تلوح في الأفق بسبب التغيرات المناخية التي شهدها العالم مؤخرا، كالاحتباس الحراري والجفاف، فإن الحلول المقترحة مؤلمة ولكنها ممكنة، و باتت ضرورية وملحة.
الدورة التي ينظمها مجلس محافظي البث في الولايات المتحدة الاميركية، بالتعاون مع مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، وبمشاركة ثلة من الإعلاميين العرب، أعطت المتدربين آفاقا أوسع للاطلاع على أخطاء بشرية تراكمت منذ سنوات حتى استفحلت .
حجم الأرقام الموجع الذي زودنا به الخبراء عن واقع المياه في الوطن العربي ، جعل كل المشاركين في الدورة يبحثون عن حلول ، انطلاقا من الخوف على مستقبل أوطانهم، فكانت تعبيراتهم تشير الى ذلك البعد.
البعض تحدث عن ايجاد للغة مشتركة للماء، واقترح أن نكون نحن ألاعلاميين صوتا للأنهر والينابيع والبحيرات ، التي لا تستطيع التكلم او أن تبوح بأوجاعها..
وكان الحس القطري حاضرا بين المشاركين ، والكل سعى للاستيضاح والتعلم عن واقع المياه في بلده ، واتسع النقاش بين المشاركين ، ولكن اتفق الجميع بحسهم الوطني على انه يمكن اختزال الحل بالتكامل، والتواصل مع العالم والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة.
بين خيارين أحلاهما مر، وضع الخبراء حلولاً للمشاكل المتفاقمة للمياه ، إما الاستغناء عن جزء من الامن الغذائي، وبالتالي التخلي عن الزراعات الصيفية لبعض البلدان العربية، خصوصا تلك التي تعاني من التصحر والجفاف، أو البقاء في مربع الخطر بالتالي القضاء على المياه الجوفية .
لقد بات ضروريا ان يضع الإعلاميون قضية المياه في المنطقة في صلب أولوياتهم ، فمهتهم تزداد أهمية بتوجيه صنّاع القرار في المنطقة، مخططين كانوا، أم ساسة، أم صناع، أو مزارعين، وحتى المستهلكين، وهم الأكثر قلقاً وتأثراً بنقصان المياه أو تدني جودتها، أمام الخطر الداهم.
إذا كان ما ذكرنا هو حال حاجة البشر للماء بشكل عام، فكيف بسكان ما يعرف بمنطقة الشرق الأوسط؟، فحاجتهم للماء تزداد يوماً بعد يوم، حتى غدا توفر الماء لهم مسألة حياة أو موت، وبالتالي فمصادره باتت بؤراً لنزاعات محتملة مريرة، تزيد يوما بعد الآخر.
لنكن صوت الماء المبحوح، لان لا حياة بلا مياه.. هذا ما خلصت اليه الدورة ….
