بنغلادش – مهني نيوز – ايهاب مجاهد
فيما فاحت رائحة الموت والمرض والجوع من أكبر مخيم لجوء في العالم (كوتوبالون)، روى لاجئون من أقلية الروهينغا الفارين من بورما إلى بنغلادش لـ«الدستور» قصص لجوئهم من اقليم اركان إلى المخيمات القريبة من الحدود البورمية البنغالية هربا من المجازر التي ارتكبت بحقهم هناك من قبل البوذيين والجيش البورمي على حد قولهم.
هربوا من المجازر التي لم تفرق بين طفل وشيخ كبير او امرأة حامل أو طاعن في السن كماقالوا..فيما منازلهم تعرضت للحرق واضطروا لتركها بعد ان ثبتوا على أرضهم والمضايقات التي مورست عليهم من خلال إغلاق المدارس وعدم توفر أبسط مقومات الحياة لهم.
وتحدث لاجئون عن وفاة عدد من اقربائهم في طريقهم إلى بنغلاديش وبالأخص من الأطفال وكبار السن لعدم توفر الغذاء لهم طيلة أربعة أيام وهو معدل ما يحتاجه اللاجىء للوصول إلى المخيمات القريبة من الحدود مشيا على الأقدام.
وفي الجنوب الشرقي لبنغلادش حول اللاجئون المدينة الجميلة والهادئة إلى مقصد لاكثر من مائتي منظمة اغاثية عالمية تعمل على التخفيف من معاناة اللاجئين التي تزداد باستمرار وتدفعهم عبر الحدود.
وخرقت قصص اللاجئين حاجز صوت المدينة السياحية الهادئة التي عكرها صدى صوت الدمار والقتل التي وصل إليها، وحول فنادقها إلى مقار لمنظمات الإغاثة واجتماعات الجهات الرسمية والأمنية المعنية باللاجئين، ومن بينها الفندق الذي حط فيه وفد حملة إغاثة مسلمي الروهينغا صباح امس والذي قام بزيارة اكبر مخيمات لجوئهم في المدينة (مخيم كوتوبالون) وذلك تمهيدا لتوزيع الدفعة الاولى من المساعدات المقدمة من الشعب الأردني والمقرر أن تبدأ اليوم الاحد، والمكونة من (أغذية ومعدات طبخ، وكسوة شتاء).
واطلع ألوفد الذي ضم امين عام مجمع النقابات المهنية المحامي رامي الشواورة والمدير الإداري والمالي للهيئة الخيرية الهاشمية رعد عواد ومدير البرامج في الهيئة مروان الحناوي ومدير مجمع النقابات المهنية م.مجدي الصمادي، على أوضاع اللاجئين المأساوية في المخيم والذي يضم قرابة 400 الف لاجىء من أصل 700 ألف لاجىء فروا من بورما إلى بنغلادش هربا من المجازر التي ارتكبت بحقهم.
وقام الوفد المشرف على تنفيذ الحملة التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع النقابات، بالترتيب لإيصال المساعدات والتي تم شراؤها بالتعاون منظمات اغاثية محلية. وكانت الحملة قد خصصت حسابا في البنك الإسلامي الاردني لجمع التبرعات (رقم 49992)، بالإضافة إلى استقبال التبرعات في مقر الهيئة ومجمع النقابات المهنية وفروعه في المحافظات.
ويذكر ان الوفد يعتبر أول وفد اغاثي أردني يصل إلى مخيمات لجوء الروهينغا بالقرب من الحدود البنغلاديشية البورمية.
وقال مدير الشؤون الدولية في مؤسسة العلامة فضل الله محمد محي الدين خلال استقباله وفد الحملة الذي وصل امس إلى مدينة كوكس بازار الحدودية، انه يوجد في المدينة 12 مخيما تضم نحو مليون لاجيء روهينغي، وأنه يجري العمل على جمع اللاجئين في مخيم واحد، مبينا ان مجموع اللاجئين بات يقدر بمليون لاجيء منهم 700 ألف لاجيء في موجة اللجوء الأخيرة.
ويذكر ان اول موجة لجوء للروهينغا كانت في العام 1996، تلتها في العام 2008، فيما كانت موجة اللجوء الأخيرة الأكبر والاقسى.