محمد محيسن
لماذا يتعمد الكيان الصهيوني، ترك الجثث المتحللة ومشاهد الدمار والشهود الذين يروون فظاعاته وجرائمه وراء عملياته في مستشفى الشفاء وغيرها دون أن يخفيها أو يطمسها.
هذا هو الدرس الاستراتيجي الذي يهدف إليه من هذه الجرائم التي تفوق الخيال الإنساني. والتي باتت تسمى بـ (كي الوعي) بأن الذين يتحدونه أو يهاجمونه سيلقون النتيجة نفسها مثل غزة.
لا يخفي قادته التأكيد على هذا الدرس دائما. قديما وحديثا. قال وزير جيش الاحتلال في أكثر من مناسبة. أن الذين يفكرون بمهاجمة دولة إسرائيل في أي مكان. في بيروت أو غيرها. سنجعلهم مثل غزة.
غزة هي العبرة والمثلة التي يجب أن ينظر الجميع إليها ويرتعبون ويخافون ويبكون إذا ما فكروا بتحدي الاحتلال.
الحقيقة أن الاحتلال قبل 7 تشرين اول 2023 كان يعاني. وربما الجميع كان يعلم ويسمع يوميا. عن فقد جيشه قوة الردع. بعد الإبادة في غزة. لم يعد أحد يسمع عن هذا المصطلح. لقد وفر جيش الاحتلال قوة ردع ضخمة من جرائمه في غزة. تكفيه للتغني بها سنوات. ليرعب الدول الإقليمية والجماعات المسلحة حوله.
كان جيش الاحتلال مدمرا متوحشا يبيد ويدمر دون رحمة. حتى أنه لم يصدق نفسه في امتلاكه كل هذه القوة.
وأصبح يخطط في البقاء في غزة سنوات وسنوات. ولا يتوقف عن تدمير المحافظات الواحدة تلو الأخرى. إلى رفح وما بعد رفح.
الحقيقة ألرئيسية في هذا الاكتشاف لجيش الاحتلال أنه ليس بهذه القوة التي يراها في نفسه.
وأصبحت عبرة وجسدا جريحا يستعيد به الاحتلال قوة ردعه المفقودة .ويهدد بها العالم أن تجربة تدميرها ستنقل إلى أي عاصمة تفكر في الاعتداء على إسرائيل. غزة الدرس القاسي الذي أعادت ترميم صورة جيش الاحتلال نتيجة للغباء.
في النهاية وبعد ان تنتهي هذه المحرقة يستطيع بأدواته الاعلامية الضخمة اعادة ترميم صورته المهترئة بكل سهولة..