بقلم: محمد محيسن
كان زيد احد الشباب الذين يعملون بصمت، دون ضجيج، وكان يقضي يومه بين العمل في احد المصانع الكبيرة في مدينة سحاب والعودة الى البيت دون الاحتكاك باحد واذا ما قرر الانطلاق او الترفيه عن نفسه فان غاية ما يفعلة الجلوس امام الدكان القريب لشرب سيجارة من التبغ على عجل.
وعلى الرغم من ان طموح زيد وحلامه ، كانت بسيطة ومتواضعة، ولا تتعدى تاسيس بيت مستقل مع شريكة حياه تقدر ظروفه الصعبة وتخرجة من ظلم زوجة ابيه التي اذاقته الامرين الا انه كان يدرك جيدا بانه يحتاج المجهود كبير لتحقيق آماله.
ونتيجة لذلك فقد سعى زيد وعلى مدى السنوات الثلاث التي امضاها في المصنع بان يكون مثالا للانضباط حتى لا يفقد فرصته في الاستمرار بعد سماعه همسات العمال عن نية ادارة الشركة الاستغناء عن عدد اضافي منهم.
بقي زيد على هذا النحو حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم.. عندما كان يسير في المصنع بالقرب من تجمع لـ”الخردة” فتناول منها سلكا مهملا قال نه سيصنع منه لعبة لاخيه الصغير الا ان حارس البوابة اوقفه طالبا منه وضع المسروقات التي بيده على الطاولة ، مقاومة زيد للحارس زادت من حدة الامر فتم استدعاء الشرطة الذين قاموا باعتقاله وتوجيه تهمة السرقة له .
المفارقة المحزنة بل والمخزية بان محضر الضبط قدر قيمة السروقات التي اتهم بها بمائة وستين قرشا الانها كانت كفيلة بالاطاحة باحلام زيد وآملة بالخروج من الاوضاع الصبة التي كان يعيشها اصلا .
فصل جديد من المعاناة والقهر لشاب في مقتبل العمر..فقد حكم على زيد بالسجن مدة ثلاثة اشهر كما تم وضع قيد امني مدته من ثلاث سنوات وحرم زيد من مجرد التفكير والعمل باي من تلك المصانع او الشركات الخاصة والحكومية.
لم تنتهي الامر عند هذا الحد بل تبعها فصول اخرى من الضياع كادت تودي به الى الانحراف والسقوط في مستنقع المخدرات..
قصة زيد هذه تتكرر باستمرار وربما كل يوم .. حارس صغير سلاحه التملق والنفاق للادارة يستطيع اهانة اي عامل وتدمير مستقبل شاب ويحوله الى الى مادة للتندر و للتسلية . فيما يبقى القانون الذي يفترض به ان يكون قانونا انسانيا لا عقابيا عاجزا امام ظلم يتكرر يوميا ..!!
فهل يحاسب القانون هذا الشاب على جرم السرقة في الوقت الذي يترك العشرات ممن نهبوا وسرقوا وعاثوا في الارض فسادا وما زالوا يفعلون دون عقاب ..؟!!