قتل حلال وآخر حرام

 تذكرني قصة التباكي الأمريكي على الأطباء الذين قضوا نحبهم في مدينة قندوز الأفغانية، بمقولة ضابط الاستخبارت الكبير وتعليماته لجنوده بأن يقتلوا عشرة آلاف مواطن وان يختموا عملياتهم بقتل(ساعي بريد).
فقد تناسى الناس اليوم مئات الأمهات الثكلى والعشرات من من صور ومشاهد الدمار والخراب والقتلى والجرحى، والتي سببتها معدات صنعت وصممت وبيعت وسوقت من أجل القتل مقابل صورة لطفل قضى نحبه غرقا أمام الشواطئ التركية.
فقد كانت وما زالت سوريا فلسطين اليمن ميدانا جيدا لتجربة هذه الأسلحة..
وفي الوقت الذي سجلت أرقام القتلى والجرحى خلال الحروب الكونية على المنطقة ملاين البشر الا انه في الغالب ما تكون إحصاءات الحروب مضللة، لأن جرحاها وقتلاها في العادة يخطئهم «الكمبيوتر»، وتتجاهلهم بقصد او بدون قصد الأيادي التي تتتلاعب بالأزرار.
في القدس وفي كافة أنحاء فلسطين قد تتذكر وسائل الاعلام الشهداء منفردين، ولكنها تتجاهل تماما العلائلات وتحديدا الامهات اللواتي غالبا ما يقتلن حزنا وألما، فيما يجري تسوية أمور من هجروا وأصابهم الجنون وضاع مستقبلهم في السجون والمنافي وهدمت منازلهم بخبر عابر مقابل تضخيم مبتذل للوسائل الانسانية..
في الحقيقة ما لا يمكن فهمة او تفهمة كيف يمكن للإرهاب ان يتجزأ على هذا النحو، بحيث يصبح بعضه حلالا وبعضه حراما.
عندما قام الكيان الصهيوني بتنفيذ مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني كانت الولايات المتحدة في هذا الوقت، تتستر بأنها واحة للديمقراطية، ولازالت هذه الديمقراطية تحلل القتل وتعطيه الشرعية.
للتذكير فقط…..
قتل المستعمرون البريطانيون 20 مليونا من الأستراليين الأصليين ثم اعتذروا للمئات الباقين.
الأمريكيون قتلوا أكثر من 100 مليون هندي أحمر ثم أنشؤوا لهم جمعية للمحافظة ربما على النسل..
ضربت اليابان بقنلبة نووية، القتلى بمئات الآلاف فيما كانت ضحية الحرب الأمريكية على فيتنام قرابة ال21 مليون فيتنامي.
في أفغانستان والعراق الإحصاءات تشير الى ان عدد القتلى تجاوز المليونين فقط ومازالت الإبادة مستمرة..
في البوسنة والهرسك قتل الصرب باسم الصليب واغتصب آلاف النساء وحتى الأطفال.
في صبرا وشاتيلا عدد القتلى كان بالآلاف والنتيجة اتهمت منظمة التحرير ووضعت في قائمة الارهاب..
في بورما وأفريقيا الوسطى أعداد لا تحصى من المسلين حرقوا أحياء ولا زالت المجزرة مستمرة.