كتب – محمد محيسن :
لم يبال أبو لؤي فريحات بكل تلك الاخبار التي “انعجقت” بها كافة وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، وحتى إذاعات “اف ام” بالأسد الضائع؛ والذي قيل انه هائم على وجهه في محيط مدينة جرش.
فقد كانت كميات القمامة التي أزكمت أنوف أهل الحارة الصغيرة محل الحوار المتواصل بينه وبين اهالي الحي الذين حاولوا عبثا تقديم الشكاوى للبلدية ولكن دون جدوى.
الغريب في الموضوع كما يروي ابو لؤي ان المدينة مقبلة على حدث فني كبير تستنفر فيه الجميع عن بكرة ابيهم لاستقبال (مهرجان جرش)؛ حيث تسخر كافة الامكانيات المتوفرة وغير المتوفرة ليحظى ضيوف المدينة بمنظر جميل، حتى وان كانت هذه الخدمات على حساب الاهالي وراحتهم والخدمات المقدمة لهم.
اما الاسد الضائع فيعتقد ابو لؤي ومعه سكان الحارة الذين تجمعوا امام دكانه الصغير لتقديم عريضة ليس للمطالبة بالقبض على الاسد، بل بازالة اكوام القمامة أنه “هرب من الرائحة”.. او انه يعيش على القمامة التي ازدحمت بها الشوارع، فيما يؤكد الأهالي انه لن يعود الى المدينة المهملة.
المسؤولون في البلدية الذين يستمعون يوميا لآلاف الشكاوى من قبل المواطنين حول النظافة، يعزون اسباب هذا الوضع الى الاستغناء عن العشرات من عمال الوطن بعد ان اكتشفوا ان حارات والشوارع الفرعية في المدينة “نظيفة ومثل الفل” ولا داعي للمزيد من هدر الاموال العامة.
وتتردد إشاعات بين سكان بلدتي ساكب وسوف حول هروب أسد من محمية المآوى التي تقع بين البلدتين بعد إبلاغ أحد سكان بلدة ساكب للجهات المعنية بسماع صوت زئير أسد ومشاهدته من قبل أحد أبنائه في أحد أحراش بلدة ساكب.
لكن هذا الخبر الذي انتشر بسرعة البرق لم يكن عند اهالي المدينة إلا خبراً عادياً امام انشغالهم بابعاد القمامة المتراكمة من امام منازلهم وتحديدا الحارات الجانبية.
ويستغرب سكان المدينة من الاهتمام الكبير الذي أبداه مسؤولون بالأسد الهارب فيما تغرق المدينة بحالة غير مسبوقة من تدني مستوى النظافة.
يعلق أحدهم على تصريحات أحد المسؤولين بالقول:”طيب المسؤولين الي من اسبوع “بدوروا” على الأسد الضائع بجرش، ومستخدمين الطائرات بدون طيار والسيارات والدوريات الراجلة والمحمولة وخلافه، ما شافوا الزبالة المنتشرة بشوارع المدينة، وما لاحظوا غياب النظافة في ازقتها وشوارعها وحاراتها، إذا افترضنا انهم ما شافوا مهي الريحة بتخنق”.