محمد محيسن
قبل يومين عاشت الصحيفة حالة من الفوضى والارباك والضجر وصلت الى مرحلة التذمر والاستياء.. السبب كان انقطاع الاتصال بالشبكة العنكبوتية الانترنت.
تحليلات الشباب والرفاق في العمل تعددت وتنوعت، بدءا من كيل الاتهامات الى شركة الاتصالات، مرورا بنظرية المؤامرة التي تزعم أن احدا ما اراد قطع النت كي يتوقف العمل، وصولا الى الأخطاء البشرية التي طالت جميع من كان له علاقة بالكمبيوترات واجهزة الاتصالات في المؤسسة وخارجها، بل في البلد! بعض الاتهامات تحدثت عن تقصير الدولة في مراقبة شركات الاتصالات، وآخرون وصفوا الامر بالكارثة.
الحالة تفاقمت عندما تجدد العطل في اليوم التالي، ولكم ان تتصوروا كيف كان الوضع داخل المؤسسة وحجم الاتصالات التي اجريت لإعادة النت المفقود الى وضعه الطبيعي قبل يومين.
يحتاج المرء في أحيان كثير الى قدر كبيرة من الخيال كي يتصور ما الذي سيؤول اليه الواقع في حال قررت الشركات العالمية قطع «الانترنت».
ولكن التجربة التي مرت بها الصحيفة خلال يومين اعطتني ملمحا خطيرا، وخوفا على المستقبل لا يخلو من الاعتقاد بإمكانية المؤامرة في أي وقت.
فإذا كان هذ الحجم من الفوضى والضيق حصل على مستوى مؤسسة صغيرة أو متوسطة، لك ان تتصور كيف يكون الحال اذا كان الانقطاع الى مستوى الشركات الكبرى او مستوى الدولة. فقد يصل التذمر الى مرحلة الخطر تكون فيها الخسائر فادحة، حيث أصبح الانترنت احد الاركان الرئيسية لمتابعة العيش، والبقاء على قيد الحياة كالمياه، الهواء، وحتى الطعام ودون أي مبالغة.
في الاخبار ان خسارة الجزائر وحدها نتيجة لانقطاع خدمة الانترنت لمدة ستة أيام قاربت 90 مليون دولار يوميا، فيما توقفت الحياة في لبنان لأيام لذات النتيجة، وكذلك الامر حدث في السودان وعدد من الدول الاخرى.
يقول الكاتب باتر محمد علي وردم ان الخطر الأول الذي يهدد العالم هو حدوث خلل عالمي في شبكة الإنترنت. مع أن هذا قد يبدو أمرا لا يتجاوز الضيق من انقطاع تدفق المعلومات للمستخدمين، فإن الكثير من استخدامات البنية التحتية والخدمات الرئيسية في العالم متصلة بالإنترنت بشكل دائم مثل خدمات البنوك والمصارف وحركات الطيران والرعاية الصحية والمراقبة الأمنية التي ستتعرض جميعها لانقطاع وارتباط كبير؛ نتيجة خلل في الإنترنت قد تنجم عنه خسائر بتريليونات الدولارات وفقدان الحياة ايضا للكثيرين.
واخيرا كشفت دراسة أمريكية أن استخدام الإنترنت لأكثر من ساعتين يوميًا يسبب الإدمان، ويؤثر في الدماغ والسلوك النفسي للأشخاص بشكل يشبه التأثير الذي يظهر في أدمغة الأشخاص المدمنين على المسكرات والمخدرات، وأن الاستمرار على هذا الحال يؤدي إلى الإدمان على استخدام الشبكة، وعدم القدرة على الابتعاد عنها أو التخلص من استخدامها، وتصل الأمور في حالات كثيرة إلى تشتت الاهتمام والانعزال الاجتماعي.
ولكم ان تتخيلوا حالة العصبية التي انتابت الجميع ليومين فقط!cialis super active ingredients