الرئيسية / كتابات / حضر «الإرهاب الإسلامي» وغاب الإرهاب الصهيوني

حضر «الإرهاب الإسلامي» وغاب الإرهاب الصهيوني

رغم أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية خلا من مصطلح «الإرهاب الإسلامي»، إلا أن الخطاب نضح بكل المعاني التي تؤكد أن منبع الإرهاب في العالم هو هذه المنطقة الإسلامية، وأن «الإرهاب الإسلامي» هو المقصود دون ذكره لغايات تلطيفية.
عزز ذلك خطابات العديد من الزعماء الذين حضروا القمة.
للأسف فقد وصمت القمة العربية الإسلامية الأمريكية هذه المنطقة بالإرهاب، بحيث بات علينا على امتداد سنين قادمة أن نعيش حربا ضروسا ضد هذا «الإرهاب» و»التطرف»؛ دارا دارا، زنقة زنقة، أليس هذا ما طالب به ترامب «المستقبل الأفضل سيكون محتملا فقط في حال طردت أممكم الإرهابيين والمتطرفين. اطردوهم من أماكن العبادة. أخرجوهم من مجتمعاتكم وأراضيكم المقدسة. اطردوهم من الأرض».
في المقابل يزور ترامب الكيان الصهيوني وسيبكي على عذاباتهم، سيهدونه مذكرات ناجية من المحرقة النازية، هكذا قالت صحيفة معاريف، سيزور الشعب المضطهد المسكين الذي يبحث عن العيش بسلام وسط هذه الغابة من الإرهابيين وعلى رأسهم حركة حماس!!! كيف لا يصدق ترامب ذلك وهو القادم من وسط منابع «الإرهاب» و»التطرف»، بل إنه شارك بنفسه في تدشين مركز عالمي لمكافحة «الإرهاب» في الرياض.
كيف لا يصدق وكل زعيم قدم كشف حساب في القمة حول إنجازات نظامه في مكافحة «الإرهاب» و»التطرف» داخل بلده.
في الكيان الصهيوني سيستمع ترامب كيف يواجهون التطرف الإسلامي وتطرف حماس وحزب الله، ولن يسمع أي كلمة عن مواجهة التطرف اليهودي وتطرف المستوطنين وتطرف جيش الاحتلال الذي أعدم العشرات من الفتية والفتيات الفلسطينيات بدم بارد بحجة محاولة طعن.
نزل ترامب في فندق الملك داود (بني في ثلاثينيات القرن الماضي)، وقد تعرض الفندق لعملية تفجير إرهابية نفذتها منظمة ارغون اليهودية المتطرفة عام 1946 راح ضحيتها 91 شخصا، زعماء تلك المنظمة الإرهابية باتوا زعماء للكيان الإسرائيلي فيما بعد. من يهتم بهكذا أخبار؟!!
في قمة الرياض حضر «الإرهاب الإسلامي» رغم محاولات الجميع الفصل بين الإسلام والإرهاب والتطرف، لكن من يصدق ذلك؟
لم يتحدث أحد في تلك القمة عن الإرهاب الصهيوني، ولم يتطرق أحد إلى معاناة آلاف الأسرى في سجون الصهاينة، ولم يستنكر أحد قتل الفلسطينيين بدم بارد على الحواجز.

عن محمد محيسن