كتب : محمد محيسن
ليس بعيداً عن الأجواء التقليدية التي تسير فيها الانتخابات الأردنية، يتجه عدد من الإعلاميين والصحفيين إلى خوض الاستحقاق الانتخابي 2024، من بينهم الزميل والكاتب إبراهيم قبيلات، والزميل منصور معلا، إضافة إلى الزميل مؤيد أبو صبيح. فيما لم ترشح أسماء أخرى حتى هذه اللحظة.
الزملاء الثلاث يخوضون هذه التجربة، وفي رصيدهم الكثير من التجارب التي تعزز حضورهم الشعبي .
وسبق ان خاض عددت أللإعلاميين والكتاب تجربة الانتخابات النيابية، من بينهم الكاتب والصحفي الزميل نبيل غيشان الروائي سالم النحاس، والباحث نمر سرحان، والفنان روحي الصفدي، والشاعرة عائشة الرازم، والقاصة هدى فاخوري، والشاعر هاني الكايد، والقاص فخري قعوار، والإعلامية توجان فيصل، والإعلامي ، واستطاع عدد قليل منهم، مثل قعوار وغيشان وفيصل الوصول قبة البرلمان .
ويعزو عدد من أصحاب الرأي سبب غياب الإعلامي والمثقف وضعف حضوره السياسي والنيابي إلى دوره “الهامشي” في المجتمع، لأنه يعيش في “منطقة معزولة”. وحينما يقرر خوض الانتخابات، فلن يخرج من إطار التنظير بأطروحات تتصل بالتنوير والنهضة والنقد، بينما ينصب اهتمام الجمهور على القضايا المطلبية والمعيشية. وهو ما جعل المقترع يرى في تنظير المثقف بعداً عن الواقعية، فضلاً عن أن منطق الانتخابات النيابية يقوم على الاجتماعي والعشائري أو المناطقي، ومن النادر الانحياز للثقافة على حساب العشيرة.
ومع ذلك، فإن ما يمكن للإعلامي تقديمه يتجاوز هذه النظرة الضيقة التي صبغت الحياة السياسية في الأردن منذ عقود ولا زالت. فالإعلامي يستطيع تسليط الضوء على القضايا المهمة، ويجب أن يستخدم خبراته الإعلامية لطرح ومناقشة القضايا الرئيسية التي تؤثر على المجتمع، وتوضيح رؤيتهم وحلولهم لهذه القضايا، أو على الأقل الدفاع عن الحريات وتغيير القوانين التي تقيد حرية الإعلام وتنتهك خصوصيته. كما يمكنهم تعزيز الشفافية من خلال الاستفادة من خلفيتهم الإعلامية في تعزيز نزاهة العملية الانتخابية ومراقبة الممارسات التي قد تؤثر على نزاهتها ونزاهة مجلس النواب الذي يتعرض باستمرار للنقد يصل حد التجريح.
كما يمكن أن تكون الانتخابات فرصة للإعلاميين لإبراز قدرتهم على الجمع بين المهارات الإعلامية والقدرة على العمل السياسي بفعالية، ما قد يساهم في إحداث تغيير إيجابي في المشهد السياسي الأردني. لكن النجاح في هذا المسعى يتطلب إلماماً عميقاً بالقضايا الاجتماعية والسياسية، وإصراراً على مواجهة التحديات التي قد تطرأ أثناء الحملة الانتخابية.
هذا التحدي يدفعني للقول بضرورة مطالبة أعضاء الهيئة العامة للصحافيين بالوقوف مع هؤلاء الشجعان. ، ولكن من المهم أن يكون هذا الدعم ضمن إطار من النزاهة والموضوعية للحفاظ على مصداقية الإعلام ودوره في العملية الديمقراطية.
فقد عانت المهنة ما عانت من إهمال وتهميش، وصل حدا لا يمكن السكوت عنه..