دعت الدكتورة ريما خلف إلى تشكيل مظلة عالمية ضمن اطار مؤسسي أو تحالف عربي عالمي يجمع كل المؤسسات والمنظمات والهيئات التي تعمل لمكافحة نظام الفصل العنصري تكون مرجعيتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقية مكافحة نظام الفصل العنصري.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها لجنة المهندسات الأردنيات في نقابة المهندسين الأردنيين مساء الثلاثاء في مجمع النقابات المهنية، بحضور نقيب المهندسين المهندس ماجد الطباع وخبير القانون الدولي الدكتور أنيس القاسم ونقيب المهندسين الأسبق المهندس وائل السقا.
ودعت د. خلف البرلمانات العربية لتبني التقرير الذي قامت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الاسكوا” باعداده وأمر الأمين العام للأمم المتحدة بسحبه بعد ضغوط دولية قادها الكيان الصهيوني ضده.
وكانت خلف قد قدمت استقالتها من منصب الأمينة التنفيذية ل (إسكوا) احتجاجا على سحب التقرير.
وأكدت أن تقرير “الاسكوا” حول الفصل العنصري كان أهم تقرير تصدره الأمم المتحدة خلال العقود الماضية وهو يثبت أن الكيان الصهيوني يقوم بأعمال لا انسانية تقع ضمن اطار ” الأبرتايد” أو نظام الفصل العنصري.
وأضافت د. خلف أن التقرير خلص إلى أن الاحتلال يمارس جرائم ضد الانسانية وأنه يجب على الدول جميعا التعاون لوقفها، مبينة أن التقرير تطرق إلى تفنيد 3 افتراضات غير صحيحة تتعلق بطبيعة الصراع مع الاحتلال وهي أولا أن معاناة الفلسطنيين بدأت منذ عام 1967 إلا أن التقرير يثبت أنها بدأت قبل ذلك بكثير.
وتابعت، ثانيا أن الحل النموذجي هو حل الدولتين فيما يبين التقرير أن الصراع لن ينتهي بذلك، إنما عندما ينتهي نظام الفصل العنصري ويعود اللاجئون إلى أوطانهم، وثالثا، افتراض أن الاحتلال لم يمتثل للقرارات الأممية فقط ما يستوجب الادانة والاستنكار والحقيقة أنه يمارس جريمة يجب التعاون لايقافها فورا.
وأوضحت أن واجبنا تجاه هذه القضية ينقسم إلى محورين قانوني وسياسي، أما القانوني فهو عدم التعامل مع نظام الفصل العنصري سياسيا أو ثقافيا أو اقتصاديا، وعلى المحور السياسي توعية الشعوب بضرورة مكافحة هذه الجريمة وبأساليب ذلك ودعوة دول العالم إلى مكافحتها، بالاضافة للملاحقات القضائية لقادة الاحتلال.
من جانبه أكد د. أنيس قاسم أن التاريخ لم يشهد نظاما أشد شراسة وقبحا من النظام الصهيوني، وأن التقرير الذي قدمته “الاسكوا” كان شاملا ووافيا بشكل نادر
وأضاف د. قاسم بأن ما يمارسه الاحتلال اليوم أسوأ بكثير من نظام الفصل العنصري، الذي كان ممارسا في جنوب أفريقيا، داعيا إلى حركة توعية وتثقيف جماهيري لخلق ثقافة عامة أن هذا الكيان العنصري لا مكان له.
وبين أن المطالبة بحل الدولتين تعبر عن قصور في فهم الصهيونية وما تهدف له، ولا يشكل حلا للصراع ولا ينهي معاناة الفلسطنيين.