الرئيسية / كتابات / تجار الحروب

تجار الحروب

عبدالله المجالي
تدركون جميعا ذلك الشعور الذي ينتابنا حين نرى آثار القصف الهمجي الذي يحيل أحياء كاملة إلى تراب، ويحيل سكانها إلى مدفونين تحت الأنقاض.
لا يملك من لديه ذرة شعور إلا أن تتحرك عواطفه كمدا، حين يرى الأبرياء المدنيين في أي بلد في العالم يسحقون تحت وابل القنابل.
في المشهد الآخر يقبع قوم متأنقون، ربما يدخنون السيجار، وأمامهم صحن من الفواكه الطازجة، في غرفة مليئة بالشاشات التي تنقل إليهم الحدث!
هي غرفة مخصصة لكبار الزبائن، توفرها الدولة أو الشركة مصنعة السلاح!
هؤلاء يريدون رؤية فعالية السلاح، وأولئك يريدون ترويج أسلحتهم، وخير وسيلة هي التجربة الحية.
هم لا ينظرون إلى المشهد مثلنا؛ لا تؤثر فيهم مشاهد الدمار، أو مشاهد الأشلاء!
لا تدمع عيونهم حين يرون طفلة لا يرى منها سوى رأسها وباقي جسمها مدفون تحت الأنقاض!
لا ترق قلوبهم حين يرون عجوزا ممددة فوق أحفادها لتحميهم فتموت هي وهم!
لا تتحرك مشاعرهم حين يرون بناية كاملة هدمت على رؤوس أصحابها!
الحوار بينهم لا يدور حول العواطف والمشاعر، بل يدور حول قوة تلك القنبلة، ومساحة التدمير التي تحدثها، ودقة إصابة الهدف، وبالمناسبة لا يهم أن يكون الهدف مدنيا أو عسكريا، المهم أن تصيب الهدف المقصود.
ويدور حول تلك الطائرة وقدرتها القتالية وفعالية صواريخها ومدى طيرانها ودقة إصابتها للهدف.
ويدور حول تلك المدافع أو الدبابات وقدراتها القتالية في أرض المعركة الحقيقية.
أخيرا وجدت روسيا مسرحا كبيرا لتجريب أسلحتها، فهذه التجارب مهمة جدا لترويج صناعتها الحربية.
وكانت أمريكا قد سبقتها في أفغانستان والعراق، وما زالت تلعب في ملعب سوريا حتى الآن.
أما الكيان الصهيوني فهو صاحب الباع الطويل في تجريب أسلحته وصواريخه في قطاع غزة لغايات تسويقية.motilium 60 comprimidos

عن محمد محيسن