اكد متحدثون في امسية مقدسية اقامتها لجنة اطباء من اجل القدس حول كتاب “هكذا ظهر صلاح الدين وهكذا عادت القدس” للمرحوم الدكتور ماجد عرسان الكيلاني، ان الاحداث الاخيرة التي شهدها المسجد الاقصى وصمود الشعب الفلسطيني في القدس والتفاعل الشعبي الاردني معه، احدثت تغييرا في المزاج العام لدى الامة تجاه المسجد الاقصى. وقالوا في الامسية التي تحدث فيها كل من رئيس رابطة علماء الاردن د.عبدالرحمن زيد الكيلاني، وشقيق المؤلف د.محمد عرسان الكيلاني، ورئيس مجلس النقباء نقيب الصيادلة د.زيد الكيلاني، ورئيس لجنة اطباء من اجل القدس د.بلال العزام، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.رأفت المصري، ان نموذج صلاح الدين قابل للتكرار اذا ما تكررت الظروف التي سبقت تحرير المسجد الاقصى والاعداد التربوي الذي قام به العلماء والمخلصون في اعداد جيل التحرير. وقال رئيس اللجنة د.بلال العزام ان كرامة وعزة الامة من كرامة وعزة القدس، وان ما اصابها من ذل ناتج عما اصاب المسجد الاقصى. واثنى رئيس مجلس النقباء د.زيد الكيلاني على الدور الذي تقوم به لجنة اطباء من اجل القدس، وطرحها الكتاب للنقاش في هذه المرحلة الهامة التي يمر بها المسجد الاقصى. ومن جانبه قال شقيق المؤلف ان د.ماجد الكيلاني مر بالعديد من التجارب التي اطلع من خلالها على العديد من المدارس الدينية مما اثرى فكره، وانه عندما كتب كتابه موضوع النقاش كان ملازما للكعبة المشرفة. وقال رئيس رابطة علماء الاردن د.عبدالرحمن زيد الكيلاني ان الجهود العلمية وقفت الى جانب الجهود العسكرية والسياسية لتحرير المسجد الاقصى، وان المؤلف قدم معادلة جديدة يقرر فيها ان الامة هي التي تصنع القادة وليس العكس. واضاف ان النصر لايأتي الا بعد معالجة امراض الامة، وان ظاهرة صلاح الدين كما يرى المؤلف ليست ظاهرة فردية بل نتيجة مقدرة لمدارس الاصلاح والتجديد وثمرة مئة عام من الاعداد التربوي الذي قام به العلماء المخلصون، وانه نموذج قابل للتكرار، اذا توفر الاعداد والتربية لتحرير المقدسات، وان الامة الواعية هي التي تخرج القادة والفاتحين والعلماء والمصلحين والمجددين. واشار ان صلاح الدين ونورالدين هما نتيجة لجهود سبقتهم وانتجت جيل التحرير، وانهما خامة من خامات جيل جديد. ومن ناحيته قال الدكتور رأفت المصري ان القدس كانت وستبقى عامل مستفز لطاقات الامة، وهي اليوم مصدر تحفيز للمثقفين، واصحاب الهمم، وان تحرير القدس هو نتيجة للنهضة، وان النهضة تحتاج لمحفز، والقدس هي التي تصلح لان تستفز طاقات الامة. واضاف ان المؤلف يرى ان تغيير الواقع لايمكن ان يتم الا بتغيير تربوي وفكري وبوجود قيادة تربوية فكرية، وان المطلوب احداث حالة حس اجتماعي ثم وعي ثم تطبيق، وان الامة بدأت تتحرك وتحقق انجازات لاحداث حالة تغيير وهو مادلت عليه احداث المسجد الاقصى، التي تصدى فيها الشباب والنساء للغطرسة الصهيونية.