النقابات المهنية.. جـزر معـزولة غائبة عن المشهد الوطني

كتب-ايهاب مجاهد.
بقيت النقابات المهنية في الأردن ولعقود طويلة حاضنة للعمل السياسي، مستمدةً قوتها ونفوذها من غياب الحياة الحزبية أو ضعف الأحزاب، والزامية العضوية فيها ولعبت أدوارا مفصلية في العديد من القضايا الوطنية والسياسية مما جعلها قوة حقيقية على الأرض مكنها من خدمة القضايا الوطنية وخدمة منتسبيها.
الا أن هذه النقابات تعيش حالة غير مسبوقة منذ أعوام قليلة تفاقمت في الفترة الأخيرة الى حدود غير مقبولة وتمثلت بالغياب عن المشهد السياسي والتشريعي وباتت النقابات المهنية وفي مجاميعها غير مهتمة بمناقشة الاوضاع العامة او التصدي للقضايا المُجمع عليها.
ولم يصدر عن المجلس منذ عدة اشهر اية تصريحات تتعلق بالقضايا العامة، وبات المواطن قبل النقابي يشعر ان النقابات غائبة وبلا حضور فاعل لا على المستوى المنفرد لكل نقابة وعلى مستوى مجلس النقباء وغدت أقرب الى وصفها بالجزر المعزولة التي لا تعبر عن حضورها الا بيافطة الإسم او في أحيان قليلة بالنشاطات المهنية التي تقيمها.
ويعزى هذا الغياب الى الفراغ الذي تعيشه النقابات المهنية على مستوى مجلس النقباء الذي لم يعقد أي اجتماع له طيلة الاشهر الثلاثة الماضية، وبالتحديد بعد ان تم حل مجلس نقابة الصيادلة التي كانت تتولى رئاسة المجلس الدورية.
ودخلت النقابات عقب تشكيل اللجنة الحكومية لادارة نقابة الصيادلة في جدل وحرج من تولي اللجنة رئاسة المجلس خاصة وان النقابات لم تشهد سابقة تستند اليها في دعوة لجنة حكومية لرئاسة المجلس على الرغم من ارسال اللجنة اسماء من يمثلها في مجلس النقباء واللجنة «التنفيذية» و»المشرفة» على مجمع النقابات المهنية.ولجأ مجمع النقابات الى اسلوب «التسكين» الى حين تجاوز الاوضاع الاستثنائية لمجلس النقباء، فغاب المجلس وغابت النقابات عن المشهد، وساد السكون مجمع النقابات الا بقليل من الخلافات التي اثارها مهرجان تابين وزير الخارجية العراقي الاسبق طارق عزيز والذي احتجت عليه لجنة ادارة نقابة الصيادلة.
الا ان «الغيبوبة» التي دخلت فيها النقابات مرشحة «للاستفاقه» عند تسلم نقابة المهندسين ممثله بنقيبها م.ماجد الطباع رئاسة مجلس النقباء، حيث من المتوقع ان يستأنف مجلس النقباء اجتماعاته.لكن معادلة عودة اجتماعات المجلس يساويها تجدد للخلافات النقابية حول عدد من القضايا الداخلبة والعامة، ومن المتوقع ان تكون المحاكمة الشعبية للحكومة بخصوص استيراد الغاز «الاسرائيلي» شرارة جديدة لتلك الخلافات.وسبق لنقباء ان احتجوا على نشاط تحضيري اقامته النقابات والحملة الوطنية لاسقاط اتفاقية الغاز  لمحاكمة الحكومة، معتبرين ان النشاط لم يحض بموافقة النقابات المهنية التي لم تجتمع لمناقشته.
ومن المقرر ان تسلم الحملة مذكرات الحضور الخاصة بالمحكمة الشعبية لرئاسة الوزراء غدا الاحد ، يليه اعتصام امام شركة الكهرباء الوطنية.
وسوف تعلن النقابات والحملة خلال مؤتمر صحفي يعقد يوم الثلاثاء المقبل عن لائحة الاتهام الخاصة بالمحاكمة الشعبية التي ستجريها للحكومة في الخامس من الشهر المقبل في مجمع النقابات المهنية بحضور فعاليات نيابية ونقابية وحزبية وشعبية.

(الدستور)