محمد محيسن
«بدري» بدأ صحفيو الأردن يتحدثون عن تغير جوهري في هيكلة العمل في مجلس نقابة الصحفيين، رغم أن الانتخابات تحتاج الى عام كامل، فيما لا زالت الصورة غير واضحة، حول ما جرى في جلسة الهيئة العامة للنقابة من رد للتقرير الإداري والتي شكلت سابقة نقابية أثارت جدلا قانونيا، لم يحسم بعد.
في الواقع لا يمكن الحديث عن الأزمة التي تعيشها نقابة الصحفين اليوم، بمعزل عن الظروف والمعاناة التي يعيشها جزء كبير من الهيئة العامة، وحالة «الصحيان» المفاجئة والغريبة التي لم يعتد الصحفيون على تذكرها إلا كل ثلاث سنوات مرة..
ورغم أن الحالة المتأزمة لم تتغير منذ سنوات، الا انه من المبكر القول إن هناك تغيرا جوهرا، أصاب الوضع المتقلب للصحفيين.. فقد اكتست ثرثرة الزملاء وانتقاداتهم لمجلس النقابة بعض جوانبه طابعا انفعاليا، وآخر تهكمي، ولكن الكثير من تفاعل الزملاء كان حزينا، بعد ان عرفوا نية النقابة رفع رسم الاشتراك السنوي، الأمر الذي أصابهم بحالة بالخذلان وفقدان الثقة، ترافقت مع إشكاليات داخل المجلس.
التغير قد يكون ملموسا وحقيقيا فقط، في حال أدرك الصحفيون دورهم وأهميتهم في المجتمع، أعادوا هيبتهم وهيبة مهنتهم التي أصابها الوهن.
وبين اللامبالي، والمهتم، والمتضرر، والغاضب، تنقسم الهيئة العامة لنقابة الصحفيين.. الا ان الفئة الاكثر خطرا، هم أولئك العازمون على الاستفادة من الوضع..- أولئك الذين يمتلكون القدرة على التسلق والتملق بصورة متناسقة والدخول بين التناقضات بشكل مبهر وعجيب، وفي الكثير من الأحيان مسلّ…..
وبحسب الزميل علي سعادة الذي تحدث عن وجود طبقات داخل نقابة الصحفيين..فهو يشير الى وجود طبقة الصحفيين الارستقراطيين، وهم عادة لا يحضرون اجتماعات الهيئة العامة أو الاعتصامات أو الفعاليات التي تقيمها النقابة، ويبتعدون كلية عن المشهد عندما تقع قضية إشكالية، لكن هؤلاء الارستقراط، يظهرون بشكل مفاجئ في الانتخابات عبر ترشحهم لمركز النقيب والعضوية ورئاسة اللجان وما إلى ذلك..
ومع اختلافي مع الزميل سعادة في هذا الرأي، الا أنني أعتقد ان طبقة الارستقراط هذه، دعمتها جهات خارجة عن جسم النقابة.. فكانت حركتها تسير وفق المصلحة..
والغريب في أمر الصحفيين ان الفئة المتضررة من الوضع القائم هي الاكثر صمتا، ويمكن القول إن خيمة العرب اليوم التي كانت فارغة في معظم الاوقات دليل موضوعي على حال الصحفيين المحزن.
الوضع القائم في النقابة الآن، يتطلب مصالحة حقيقية بين المجلس والهيئة العامة، وقبل ذلك مصالحة أعضاء الهيئة العامة فيما بينهم.
فقيمة النقابة المعنوية كجسم يضم الصحفيين أكبر بكثير من أي خلافات، وأفراد، او حتى مجلس..
ولكن دون وضوح وشفافية وجرأة لن يكون هناك أي تقدم..
cialis super active uk